بطلعتك الصبيحة صرت صبا
مدة
قراءة القصيدة :
4 دقائق
.
بطلعتك الصبيحة صرت صبا | اصب الدمع حين اراك صبا |
اذبت حشاشتي يا بدر تم | وهل غيري قضى بالبدر نحبا |
امت الصبر مني والتمني | واحييت الغرام فشب شبا |
فلا تعجب اذا ما فاض دمعي | فان زفير وجدي فيك هبا |
وكيف وانت املود رطيب | قسوت فلم تمل والعطف تابي |
وبي من حر هجرك ما يلاشي | حرارة ذي الحياة اسى وكربا |
اراك وليس لي صبر فاسلو | وهبك سمعت لا اسطيع عتبا |
اترضى جهد عيشي وافتقاري | وفيك ارى رفاهية وخصبا |
وتعذلني ومنك وعنك دائي | فلا تاسي ولا تاسو المحبا |
وما ادرى غريمي منك حتى | احاكمه واشفى منه قلبا |
لكل من جوارحك المواضي | جراح ضاق عنها الشرح حسبا |
وليس تعجبي مما دهاني | باعظم من بقآي مستطبا |
وانك ذو غنى من كل حسن | وقد اوقعت بي سلبا ونهبا |
ايا ملك المحاسن والمعاني | ومن كل القلوب اليه تجبي |
ملكت وجرت فاخش اللَه فينا | ولا ترع العباد فدتك عجبا |
عيونك هيجت فتنا علينا | والقت بين اهل السلم حربا |
لقد فتشت قلبي بعد جهد | فلم ار فيه غير العشق ذنبا |
وذلك من جفونك مستفاد | فهلا لمتها وعذرت صبا |
تحملت البلايا فيك حتى | فقهت خطوبها خطبا فخطبا |
وصرت ارى عذابي فيك عذبا | وخسران المنى والعمر كسبا |
كما اني ارى مدحي لعيسى | مديحا لي احلى فيه كتبا |
كريم لم يزل فينا ثناه | وان شط المزار يطيب قريا |
نعمت بوصله حتى كاني | نهبت من الزمان الحظ نهبا |
ودانت لي الاماني والتهاني | فشب بها رميم الفوز شبا |
ففارقني وارقني اشتياقا | وشرق مورثي شرقا وغربا |
وكنت اظن ان البعد ياتي | بعاقبة تديم القرب حقبا |
فشاء اللَه ما لا ارتضيه | وابدل من نعيمي فيه كربا |
الفت وداده وجعلت دابي | رعايته فنعم الداب دأبا |
ولولا ما لؤمل من لقا | وعود الوصل ذبت اسى وكابا |
عذيري من زمان ان نسله | لصدع الشمل شعبا زاد شعبا |
فهلا مال في الحسنى الينا | كما قد مال في السؤى مغبا |
اراه مال عني مستتبا | فيا عجبا مع الميل استتبا |
يريني ساعة غنما ودهرا | كوارث تسلب الالباب سلبا |
محضتك يا عشيق الطبع ودا | اذا ما ضاق صبري زاد رحبا |
فهل عهدي لديك اليوم باق | كعهدك عند من بك هام حبا |
وهل طعم الوداد لديك عذب | كما اضحى وداجي فيك عذبا |
اتحسب ان عهدي ما لطى | ومن احجارها استنحت قلبا |
وفي رهبانها قد صرت صبا | وغير مديحهم لم ابغ عقبى |
واني قد طربت لقول تيعي | وتيعك واعتمدت اللحن ايا |
واني قد شغلت عن التصافي | كذات الحى بالسنان عجبا |
ولا ادرى عدوي من صديقي | وازعم كل ملاذ محبا |
واخلط قصة البقال بوزو | باقوال ابنة اللبان اشبا |
واطرب للمطارق ان تتالت | وان ضربت اظن الصدق كذبا |
واشرح كل قول فيه خرص | وتقدير وانقب فيه نقبا |
وافتح مغلق الاسرار قهرا | كما افتتح اليهود الارض غصبا |
فديتك لا تخل في المساوى | وكذب من وشى لك بي وسبا |
فاني ذلك الالف المواتي | وقلبي لم يحل عن ذاك قلبا |
ادام اللضه عرك في سعود | وتب حسودك المشئوم تبا |
ولا زالت بك الامال تزكو | وتسبق في العلى عجما وعربا |