ريشة الغراب
مدة
قراءة القصيدة :
دقيقتان
.
1 | آتٍ بلا زهر ولا حقولْ | آتٍ بلا فصولْ ؛ | لا شيءَ لي في الرّمل في الرّياحْ | في روعة الصَباحْ | إلا دَمٌ فتيٌ | يجري مع السماءْ | والأرض في جبينيّ النبيّ | رَفُّ عصافيرٍ بلا انتهاءْ. | .. | آتٍ بلا زهرٍ ولا حقول | وفي دمي نبعٌ من الغبارْ؛ | أعيش في عينيّ | آكل من عينيّ - | أحيا ، أسوقُ العمرَ في انتظار | سفينةٍ تعانق الوجودْ | تغوص للقرارْ | كأنها تحلمُ أو تحارْ | كأنها تمضي ولا تعودْ. | 2 | في سَرَطان الصّمتِ في الحصارْ | أكتب أشعاري على الترابِ | بريشة الغراب، | أعرف، لا ضوءَ على جفوني - | لا شيءَ ، إلا حكمةُ الغُبارْ | أجلس في المقهى مع النهارْ | مع خشب الكُرسي | وَعِقب اللُّفافةِ المرمي | أجلس في انتظار | موعديَ المنسيّ. | 3 | أريدُ أن أجثوَ أن أصلّي | للبومة المكسورة الجناحْ | للجمر للرياحْ، | أريد أن أصلّي | للكوكب المشدوه في السماء | للموت للوباءْ، | أريد أن أحرقَ في بخوري | أياميَ البيضَ وأغنياتي | ودفتري والحِبر والدواةْ | أريدُ أن أصلّي | لأيِّ شيء يجهل الصلاةْ. | 4 | بيروتُ لم تظهر على طريقي | بيروتُ لم تُزهرْ وها حقولي | بيروتُ لم تُثْمِرْ | وها ربيعُ الجراد والرمل على حقولي، | وحدي بلا زهرٍ ولا فُصولِ | وحدي مع الثمارْ | من مغرب الشمس إلى ضُحاها | أعبر بيروتَ ولا أراها | أسكن بيروت ولا أراها... | وحدي أنا والحبّ والثمارْ | نمضي مع النهارْ | نمضي إلى سواها. | |
اخترنا لك قصائد أخرى للشاعر (أدونيس) .