لئنْ عدانِي زمانق عنْ لقائكُمُ
مدة
قراءة القصيدة :
دقيقتان
.
لئنْ عدانِي زمانق عنْ لقائكُمُ | لَما عَدانِيَ عَنْ تَذْكَارِ ما سَلَفا |
وإنْ تَعَوَّضَ قَوْمٌ مِنْ أحِبَّتِهِمْ | فَما تَعَوَّضْتُ إلاَّ الوَجْدَ والأسَفَا |
وَكيفَ يَصْرفُ قَلْباً عَنْ وِدادِكُمُ | من لا يرى منكُمْ بُدّاً إذا انصَرفَ |
ما حَقُّ شوقِيَ أنْ يُثنى بلائمَة ٍ | ولا لدمعِيَ أنْ يُنهى إذا ذَرَفا |
مَا وَجْدُ مَنْ فَارَقَ القَوْمَ الأْلَى ظَعَنُوا | كَوَجْدِ مَنْ فَارَقَ العَلْياءِ والشَّرَفا |
لأُغْريَنَّ بذَمِّ البَيْنِ بعدَكمُ | وَكَيْفَ تَحْمَدُ نَفْسُ التَّالِفِ التَّلَفا |
أمُرُّ بالرَّوْضِ فيهِ منكُمُ شبهٌ | فأغْتدِي بارئاً وأنْثَني دَنِفا |
وَيَخْطِرُ الغَيْثُ مُنْهَلاًّ فيَشْغَفُنِي | أنِّي أرى فِيهِ مِنْ أخْلاقِكُمْ طَرَفا |
أعْدَيْتُمُ يَا بَنِي عَمَّارَ كُلَّ يَدٍ | بالجودِ حتى كأنَّ البُخلَ ما عُرِفا |
مَا كانَ يُعْرَفُ كَيْفَ العَدْلُ قَبْلَكُمُ | حتى ملكتُمْ فسِرْتُمْ سِيرَة َ الخُلَفا |
ما أحْدَثَ الدَّهْرُ عِنْدِي بَعْدَ فُرْقَتِكُمْ | إلاّ وداداً كماءِ المُزْنِ إذْ رُشِفا |
وَشُرَّداً مِنْ ثَناءٍ لا يُغِبُّكُمُ | مُضَمَّناً مُلَحَ الأَشعارِ والطُّرفَا |
كالوردِ نشراً ولكنْ منْ سجيتهِ | أنْ لَيْسَ يَبْرَحُ غَضًّا كُلَّما قُطِفا |
محامِدٌ ليسَ يُبْلي الدهرُ جدَّتَها | وكَيْفَ تَبْلَى وقَدْ أوْدَعْتُها الصُّحُفا |
غُرٌّ إذا أنشِدتْ كادَتْ حلاوتُها | تُرْبِي القَصائدَ مِنْ أبكارِها نُتَفا |
يَغْنى بِها المَجْدُ عَنْ عَدْلٍ عَلَيَّ وَمَنْ | يَبْغِي الشُّهُودَ عَلَى مَنْ جاءَ مُعْتَرِفا |
ما أنْتُمُ بِالنَّدَى إذْ كانَ دِينَكُمُ | أشَدُّ مِنِّي ـ عَلى بُعْدِي ـ بِكُمْ شَغَفا |
مَنْ راكِبٌ وَاصِفٌ شَوْقِي إلى مَلكٍ | لا يخَجلُ الرَّوضُ إلا كُلَّما وُصِفا |
يُثنِي بحمدِ جلالِ المُلكِ عن نعمٍ | عندِي بما رَقَّ مِنْ شُكْرِي لَهُ وَصَفا |
قلْ للهُمامِ رَعى الآمالَ بعدَكُمُ | قومٌ فرُحْتُ أسُوقُ العُرَّ والعُجُفا |
إنْ كانَ يَخْشُنُ لِلأعْداءِ جانِبُهُ | فَقَدْ يَلِينُ لِراجِي سَيْبِهِ كَنَفا |
حاشا لمنْ حكَّمَتْ نعماكَ همَّتَهُ | ألاَّ يَبِيتَ مِنَ الأيَّامِ مُنْتَصِفا |
كمْ عزمَة ٍ لَكَ في العَلْياءِ سابِقَة ٍ | إذا جَرى الدهرُ في ميدانِها وقفا |
وبلدة ٍ قد حماها منكَ ربُّ وَغى ً | لا تَسْتَقِيلُ الرَّدَى مِنهُ إذا دَلَفا |
إنْ أقلَقَ الخطْبُ كانتْ معقلاً حرَماً | أوْ طَبَّقَ المَحلُ كانَتْ روضَة ً أُنُفا |
إنَّ النعيمَ لباسٌ خوِّلَتْهُ بكُمْ | فَدامَ مِنْكُمْ علَى أيَّامِها وصَنفَا |
إنْ كُنْتَ غادَرْتَ فِي دُنْياكَ مِنْ شَرَفٍ | فَزادَكَ اللَّهُ مِنْ إحْسانِهِ شَرَفا |