ألمْ أكُ للقوافِي الغُرِّ خِدْناً
مدة
قراءة القصيدة :
3 دقائق
.
ألمْ أكُ للقوافِي الغُرِّ خِدْناً | وقِرْناً لنْ يُرامَ ولنْ يُرازا |
أبِيتُ أرُوضُها طَوْراً وَطَوْراً | أُذَلِّلُها صِعاباً أوْ عِزازا |
تَكادُ تَئِنُّ مِنْ ألَمِ إذا ما | ثِقافُ الفِكْرِ عاصَرَها لزازا |
ألسْتُ إلى النَّدى أُنْمى اعتِزاءَ | ألمْ أكُ بالندى أحْمى اعتِزازا |
ألَمْ تُثْمِرْ يَدُ المَعْروفِ عِنْدِي | وقدْ طابَتْ غراساً أو غِرازا |
فَكيفَ يَجُوزُ أنْ أعْدُوا صَنِيعاً | عَدا حَدَّ السَّماحِ بهِ وَجازا |
وكَمْ مِنْ جاهدٍ قدْ رامَ عفْوِي | فَما بَلَغَتْ حَقِيقَتُهُ المَجازا |
يَرُومُ بِعَجْزهِ الإعْجازَ جَهْلاً | وكيفَ يصِيدُ بالكَرَوانِ بازا |
سأَبْسُطُ في الثَّناءِ لسانَ صدْقٍ | يَطُولُ بهِ ارْتِجالاً وارْتِجازا |
يعُبُّ عُبابُهُ بحراً خضَمّاً | وَيَبْتُكُ حَدُّهُ عَضْباً جُرازا |
لَعَلِّي أنْ يَفُوزَ بِسَعْدِ مَدْحِي | فتى ً سعدَ الزمان بهِ وفازا |
فأجْزِيَ سَيِّدَ الرُّساءِ نُعْمَى | لَهُ عِنْدِي وَجَلَّتْ أنْ تُجازا |
وَمَنْ لِي أن أقُومَ لَها بِشُكْرٍ | وأنْ أغْرِي بِما أعِدُ النَّجازا |
عَنَتْنِي لا الثَّناءَ لَها مُطِيقاً | ولا كُفْرانُها لي مُسْتَجازا |
رَأى بَيْنِي وبَينَ الدَّهْرِ حَرْباً | أُكابدُها نِزالاً أوْ بِرازا |
تتُوقُ إلى الغُمودِ البيضُِ فيها | وتشتاقُ الرماحُ بها الرِّكازا |
فأصْلَتَ مِنْ مَكارِمِهِ حُساماً | يَجُبُّ غَوارِبَ النُّوَبِ کحْتِزازا |
حمى وهَمى فَعُذْتُ ولُذْتُ منْهُ | بأكْرَمِ منْ أجارَ ومَنْ أجازا |
وإنِّي مُذْ تحدَّتْنِي الليالِي | لمُنحازٌ إلى الكَرَمِ انحِيازا |
إلى مُتَوحِّدٍ بالحمْدِ فاتَ الـ | ـكرامَ بهِ اختصاصاً وامتيازا |
أعمُّهُمُ إذا كَرُمُوا سماحاً | وأثْقَلُهُمْ إذا حَلُمُوا مَرازا |
عَلِيٌّ أنْ يُطاوَلَ أوْ يُسامى | أبيٌّ أنْ يُماثَلَ أوْ يُوازا |
أقلُّ الناسِ بالمالِ احتِفالاً | وأكْثَرُهُمْ على المجدِ احتِرازا |
تَهُونُ طَرِيقُ سائِلهِ إلَيْهِ | وإنْ عَزَّ احتِجاباً واحْتِجازا |
فتى ً لمْ يستكِنْ للدهْرِ يوماً | ولم تَضِقِ الخطُوبِ بهِ التزازا |
ولمْ يكُ جُودهُ فلَتاتِ غرٍّ | أبادِرُ فُرصَة ً منْها انْتهازا |
صليبٌ حينَ تعجُمُهُ الليالِي | وغيرُ النبعِ ينغمِزُ انغمازا |
يُغالِبُها اقْتِداراً واقْتِساراً | ويسلبها ابتذالاً وابتزازا |
عُلى ً تُقْذِي العُيُونِ مِنَ الأعادِي | وَتُنْبِتُ فِي قُلُوبِهِمُ الحَزازا |
أبا الذوّادِ كمْ لِي منْ مقامٍ | لَدَيْكَ وَكَمْ أفادَ وَكَمْ أفازا |
أُغِيرُ عَلى نَداكَ وكانَ حَقًّا | لجُودِكَ أنْ يُغاوَرَ أوْ يُغازا |
وَما لِسَوامِ وَفَرْكَ مِنْكَ حامٍ | فيأمَنَ سرْحُهُ منِّي اختزازا |
عمَمْتَ الشامَ صوبَ حياً فلمّا | تَرَوّى الشّامُ ناهَضْتَ الحِجازا |
أُتِيحَ لَهُ وَقُيِّضَ مِنْكَ غَيْثٌ | حَوى خِصْبَ الزَّمانِ بهِ وحازا |
فأمْطَرَهُ الندى لا ماءَ مُزْنٍ | وأنْبَتَهُ الغِنى لا الخازَبازا |
سَقى بَطْحاءَ مَكَّة َ فالمُصَلَّى | وروَّضَ سهلَ طيبَة َ والعزازا |
وكُنْتَ إذا وَطِئْتَ تُرابَ أرْضٍ | رَبا بنداكَ واهتزَّ اهتزازا |
إذا لمْ تَرْوِها ألأنواءُ قصداً | كفاها أنْ تَمُرَّ بها اجتِيازا |
رأى الحُجّاجُ يَوْمَ حَجَجْتَ بَدْراً | وَبَحْراً لَنْ يُغامَ ولَنْ يُجازا |
سُقُوا وَرُعُوا بِجُودِكَ لا کستِقاءً | أيا جمَّ السَّماحِ ولا احِتِيازا |
أجَزْتَهُمُ المَخافَة َ لَمْ يُرابُوا | بها رَيْباً ومِثْلُكَ منْ أجازا |
وأرْهَبُ ما يَكُونُ السيفُ حدّاً | إذا ما فارَقَ السيفُ الجهازا |
وكَمْ لَكَ حِجَّة ً لَمْ تَدْعُ فِيها | إلى الوَخْدِ لمُضَبَّرَة َ الكِنازا |
صَنائِعُ كَمْ رَفَعْتَ بِها مَناراً | لفخْرٍ واتخَذْتَ بها مَفازا |
وَما جاراكَ فِي فَضْلٍ فَخارٌ | فلمْ تجتَزْ مدى الفضْلِ اجتِيازا |
وَلا ساماكَ فِي عَلْياءَ إلاّ | وَفُزْتَ بِها انْفِراداً وانْفِرازا |
لبِسْتَ منَ الفضائِلِ ثوبَ فخْرٍ | ولكنْ كُنتَ أنتَ لهُ الطرازا |