لا تلم ذا الهوى على أن يبوحا
مدة
قراءة القصيدة :
دقيقتان
.
لا تلم ذا الهوى على أن يبوحا | هكذا العطرُ دأبهُ أن يفوحا |
كيفَ تخفى بينَ العواذلِ نارٌ | ساورتها الرياحُ ريحاً فريحا |
وسقامُ الهوى يلوحُ على العا | شقِ مهما أرادَ أن لا يلوحا |
غلبَ الشوقُ أهلهُ فترى القو | مَ طريحاً قضى ونضواً طريحا |
وكأنَّ الغرامَ حينَ شرى الأن | فسَ ألفى الكرامَ أرخصَ روحا |
يا أخا الحبِّ ما ارى الحبَّ إلا | نظراً جارحاً وقلباً جريحا |
ثم من عاشَ بعدَ ذلكَ فقد عا | شَ ليبكي مما بهِ أو ينوحا |
وترى الطيرَ ربما قامَ بسعى | لحظةً بعدَ أن تراهُ ذبيحا |
ليسَ هذا الهوى سوى سكرةُ المو | تِ فهيِّءْ للعاشقينَ الضريحا |
يطمعُ النفسَ في الجمالِ فإمَّا | طمعتْ ألفت الجمال شحيحا |
وهو بينَ العيونِ والقلبِ رسمٌ | كلما جالت اللواحظُ يُمحَى |
آه ما أوجعَ الغرامَ وما أع | جبَ جسماً على الغرامِ صحيحا |
لم أكدْ أعرفُ الصبابةَ حتى | برحتْ بي همومُها تبريحا |
وألفتُ العناءَ حتى من الرا | حةِ عندي أن لا أرى مستريحا |
وإذا ضاقتِ الحياةُ بنفسٍ | وجدتُ وادي المماتِ فسيحا |