زمن الوردة
مدة
قراءة القصيدة :
دقيقة واحدة
.
يُحكى | أنَّ عاشقيْنِ | في زمنٍ قديمٍ | دُفنا في حفرةٍ واحدة. | لنتخيَّلَ المشهد: | هيكلانِ عظميَّانِ | مُمدَّدانِ جنبًا إلى جنبٍ | كما لو أنَّ الترابَ سريرٌ من عشبٍ | و الدودَ الذي ينهشُ اللحمَ الباردَ | فراشاتٌ تنقلُ القبلاتِ في رحيقِها. | هل قُتِلا؟ | انتحرا معًا؟ | أم أنَّهُما من ضحايا الكوليرا؟ | تجاهلَ الرواةُ | عبرَ العصورِ | هذه التفاصيل العابرة | لتسطعَ | في الحكايةِ | وردةٌ حمراء | نبتَتْ | من الترابِ الذي احتضنَ العاشقيْنِ في عناقٍ أخيرٍ | جذورُها عظامُ أصابعِهِما | المتشابكةُ في الموتِ | كما في الحياة. | بعدَ ألفِ عامٍ تقريبًا | من زمنِ الوردة | و في زاويةٍ صغيرةٍ من جريدة | خبرٌ عن طائرةٍ تحطَّمَتْ | عن علبةٍ سوداء مفقودة | عن غوَّاصٍ من فرقةِ الإغاثة | عثرَ | في أعماقِ البحرِ | على ما يُشبِهُ وردةً حمراء: | يدانِ متعانقانِ | انفصلتا عن جسديْهما | دونَ أن تنفصلَ الواحدةُ عن الأخرى | دونَ أن يفترقَ العاشقان. | |
اخترنا لك قصائد أخرى للشاعر (سوزان عليوان) .