قصيدة إلى الغريبة
مدة
قراءة القصيدة :
دقيقتان
.
أسألُ ماذا أكتبُ | لزوجتي الغريبةِ - العاشقةِ الصَغيرهْ | وورَقي ، إذا حضرتُ ، يهربُ | وريشتي في طرَف الجزيره | حمامةٌ تلتهبُ. | أسألُ ماذا أكتبُ؟ | غريبةٌ | أجفانُها سلالمُ وجُدُرُ | غريبةٌ لأنها تحبّ غيرَ نفسِها | لأنها تحيا لجارٍ بائسٍ | لطفلةٍ شريدةٍ، | لأنّها، الأعمى تقود خطوَهُ | تفرشُ عينيها لَهُ | غريبةٌ لأنها تبدلُ كلّ مقصلَه | بسنبلَهْ. | لأنها تحترقُ | لكي تجيءَ الطُّرُقُ. | ... | أعرف أنّ حلمها يطولُ | أعرف أن شَعْرها يطولُ | أعرف أن سرّها يطولُ | أعرفها... | تختصرُ الكونَ بلفتتين. | أعرف أن بيتها ينتظرُ | ويسهرُ | وأنه التجربةُ الصميمةُ | الطّالعةُ، الآنَ ، غدا | وأنه الحب الذي يبتكر | ويسهرُ | ... | أسألُ ماذا أُنشدُ | لزوجتي ، لهذه الوالهةِ الخالقةِ الحبّ على مثالِها، | أسألُ ماذا أُنشدُ | والحرفُ كم يُقسِّدُ | كم يجهلُ الشعورَ في المفاصلِ المرهفةِ المرهقةِ | التي ترى ما لا يُرى ، التي | تدلّ البح كيف يُشرقٌ | والشيءَ كيف ينطقُ | أسأل ماذا أنشدُ | لزوجتي لغدها الماضلِ | والحرف كم يُقيّدُ | كم يجهل الشعور في المفاصلِ. | ... | لها، هُنا النوافذ ، الوسادةُ الكتابُ والمجامرُ العتيقةُ الراسمةُ | الأفقَ بقوس قُزَحِ | بالفرحِ، | تنتظرُ | وتسهرُ | مثليَ ، مثل بيتها تنتظرُ | وتسهرُ. | |
اخترنا لك قصائد أخرى للشاعر (أدونيس) .