المتوسِّلُ... بنظرةٍ مثقوبة
مدة
قراءة القصيدة :
دقيقة واحدة
.
بعينينِ مفقوءتينِ | يتوسَّلُ نظرةَ حنانٍ صافية | نظرةً واحدةً | لا يعكِّرُها اشمئزازٌ | و لا تبتذلُها شفقة | نظرةَ إنسانٍ | لأخيهِ الإنسان | لكنَّ العابرينَ سريعًا بمعاطفهم | لا يرونَ فيهِ | سوى متسوِّلٍ معوَّق | في زاويةٍ من رصيف | يقذفونَ في راحةِ يدِهِ المتشقِّقة | قروشًا قليلةً | و يختفون. | وحدهما الولد و البنت المتعانقان | ضفيرةً من لحمٍ و دم | تحتَ مظلَّةٍ ملوَّنة | وضعا، برفقٍ، في ثقبيْهِ العميقيْنِ | قطعةً من الخبزِ المُحلَّى | و كمشةَ زبيبٍ و ياسمين | متوهِّميْن أنَّهُ شجرةً | و أنَّ تجاويفَ جمجمتِهِ | -هذه التي تقرفُ الناسَ | و ترعبُ الأطفال- | أعشاشَ عصافير. | |