لَكَ الصَدرُ في العَلياءِ أَنتَ يَدُ العُلى
مدة
قراءة القصيدة :
دقيقتان
.
لَكَ الصَدرُ في العَلياءِ أَنتَ يَدُ العُلى | وَبَدرُ الهُدى العالي وَفَخرَ بَني المَلا |
أَتَت نَحوَ عَلياكَ الصَدارَة تَنجَلي | فَقُلتُ أَتَت في عَهدِها تذكرُ الوَلا |
وَما هِيَ إِلا خِلَةٌ وَأَليفَةٌ | لِذاتِكَ لا تَنسى الزَمان الَّذي خَلا |
وَما كانَ ذاكَ البُعد عَن أُفقِها سِوى | سَبيلٍ لِتَجديد اللِقاءِ الَّذي حَلا |
دَعَتكَ بِهَذا العَصر أَولَ خاطِبٍ | لِهام مَعاليها فَلا زِلتَ أَوَلا |
بِذاتك هامَ الكَون أَجمَع أَنَّهُ | عَلَيكَ بِهَذا العَصر أَمَّ وَعَولا |
جَمَعتَ شِعارَ الحِلم وَالحَزم مِثلَما | رَفَعتَ مَنارَ العِلمِ وَالفهم فَاِنجَلى |
يَراعكَ في يُمناك جَردَهُ الهُدى | فَكانَ لَهُ بَحر الحَقيقَةِ منهَلا |
لَقَد أَسكَر الدُنيا كانَّ مِدادَهُ | وَقَد سَلَبَ الأَلبابَ نَوعٌ مِن الطَلا |
بَدا يَنفُث السِحر الحَلال وَقَد رَوى | عَن الحِكمَة الغَراء سِرّاً فَأَذهَلا |
وَلَم يَكُن عَصر النُبوةِ قَد مَضى | لِقُلتُ عَلَيهِ أَصبَحَ الوَحيُ مَنزِلا |
يَنوبُ عَن السَيف الصَقيل لَدى الوَغى | فَيَهتُف لا تَلقوا بِأَيديكُم إِلى |
أَيا جسم لُطفٍ بِالوَقارِ قَد اِكتَسى | وَيا هام مَجدٍ بِالفَخارِ تَكَللا |
بِكَ الآن قَد أَحيى البِلاد مَليكَنا | مُنيرُ أَثيرِ المَجد دامَ لَهُ العُلى |
فَسَعد البَرايا أَرخوهُ بَدا وَقَد | أَتى صَدرَهُ العالي أَميناً عَلي المَلا |