حَبانا بِكَ الإِسعادُ لُطفاً فَأَبهَجا
مدة
قراءة القصيدة :
دقيقتان
.
حَبانا بِكَ الإِسعادُ لُطفاً فَأَبهَجا | وَجادَ فَأَهدى الكَوكَبَ المُتَأجِجا |
بَدَوتَ فَحيّي نور فَضلك لامِعاً | فَأَخجل خَد الشَرق حَتّى تَضَرَّجا |
وَما الشَمسُ في عَلياهُ تَضرم نارَها | وَلَكن كَساهُ البشر تَبراً وَزَبرجا |
وَما زالَ فَجر السَعد مُذ لُحتَ مُشرِقاً | يُلامِسُ وَجهَ الأُفقِ حَتّى تَبَلَجا |
بَدا ذاكَ الصُبح المُضيءُ عَلى المَلا | فَقُلتُ بَدا للقطر صُبحٌ مِن الرَجا |
رَأَيتُكَ بَدراً بِالكَمال مُكَلَلاً | وِلِلمَجد جِسماً بِالجَلالِ مُتَوَّجا |
تَوَلَيتَ بَر الشام تَحيي رُبوعَهُ | بِطيبِ صِفاتٍ في البَلادِ تَأَرجا |
فَصاحَ هزار الرَوض يَصدَحُ بِالهَنا | وَرَدد بِالشُكرِ الغِناءَ المُهَزَّجا |
جَمَعتَ شِعار الحَزم وَالفهم وَالذَكا | كَأَنَّكَ قَد صُوِّرتَ مِن جَوهَر الحجا |
مَحامِدُ الهِجنَ اللِسانَ عَلى الثَنا | وَحَرَّكنَ قَلبَ الشعر حَتّى تَهيجا |
لِحلمك رَأيٌ كَالحسام مُجَرَّدٌ | إِذا خاضَ في لَيل المَشاكل أَسرَجا |
وَعَزمٌ بِتَدبير الأُمور وَعِفَةٌ | فَتَحتَ بِها لِلعَدل في الكَون مَنهَجا |
وَأَنظار لُطفٍ تَسكُبُ اليمن وَالرِضى | إِذا خَطَرتَ يَوماً عَلى مدنَفٍ نَجا |
وَلَو كُنتَ لِلأرهابِ تَلقى لَواحِظاً | عَلى ذَلِكَ الطود العَظيم تَرجرَجا |
أَيا راشِداً قَد جاءَ لِلناس مُرشِداً | يُبين الهُدى كَالنور يَسطَع في الدُجا |
تَرى بِكَ سوريا نَصيراً وَمُنجِداً | لِأَعتابِهِ كُلُّ إِمرِءٍ لاذَ وَالتَجى |