أَهلالُ العيدِ حَيّانا وَقَد لاحَ
مدة
قراءة القصيدة :
3 دقائق
.
أَهلالُ العيدِ حَيّانا وَقَد لاحَ | بِالنورِ فَأَبهى وَوَقد |
أَم سَنى بَدرِ العُلى نَجمِ الهُدى | راشِدِ الفكرِ عَلى الأُفقِ اِتَقَد |
قَد مَضى الصَوم فَعادَ العيدُ في | مَنظَرٍ باهٍ وَأَيامٍ جُدد |
أَيُّها المَولى الَّذي ضاءَ بِهِ | كَوكَبُ السَعدِ عَلَينا لا خمد |
لَكَ بِالإِفطار عيدٌ وَلَنا كُلّ | يَومٍ بِكَ عيدٌ يَستَجد |
إِن سَعى الناسُ لِأَجرٍ أَو تُقىً | نَلتَقي شَخصَكَ بِالأَجرِ اِستَبَد |
كُلأُّ فعلٍ لَكَ فيهِ بِالمَلا فَضلُ | مَن صامَ وَصَلى وَسَجَد |
لَكَ بِالإِفضالِ صيتٌ ذاعَ مِن بَلَدٍ | في الكَون يَسري لِبَلَد |
وَلَدى العَلياءِ فَخرٌ ثابِتٌ يَرسُمُ | الذِكرَ عَلى فَرقِ الأَبَد |
لطفكَ الفائض في الكَون إِذا | لامَسَ العَينُ شفاها مِن رَمَد |
فيهِ مَن كانَ مَريضاً أَو عَلى | سَفَرٍ مِنا لَهُ عَونٌ يَعد |
أَيُّها الراشِدُ في أَعمالِهِ | أَنتَ في الأَكوان رُوحٌ لِلرُشد |
أَنتَ لِلحلم مدارٌ جامِع | أَنتَ لِلفهمِ مَنارٌ مُتَقد |
أَنتَ لِلحِكمَةِ نورٌ ساطِعٌ محقَ | الجَهل وَقَد كانَ اِنعَقَد |
إِن سُوريا الَّتي أَنعشتَها | مِثلَما يُنعِش بِالروحِ الجَسَد |
أَصبَحَت تَختال في أَفراحِها | وَصِفاها بَينَ مَيسٍ وَمَبَد |
وَغَدا بِهَمي عَلى كُثبانِها | اللؤلؤُ الرَطبُ مُذاباً لا البَرد |
جئتَ بَر الشام تَحيي أَهلَهُ | فَغَدا رَوضاً بِهِ يَشفي الكَمد |
جَنَّةً مِن تَحتَها الأَنهار قَد | أَجرَيت لِلناس تَحيي مِن وَرَد |
قَد حَلَلتَ اليَوم في دار الوَلا | كَحُلولِ الشَمس في بُرجِ الأَسَد |
وَسَهَرتَ الآن يا راعي المَلا | تَحرُس القُطر مُصاناً فَهجد |
سَكَبَ الإِلهامُ في العليا عَلى فكرَكَ | العالي سَناهُ فَاِتَقَد |
وَلَكَ الأَمر مُباحٌ فَاقضِ ما أَنتَ | قاضٍ فيهِ وَأحكم لا مُرَد |
لَكَ يا مَولاي أَبهى رِقَةٍ | تَسلُبُ القَلبَ وَلا تَبقي نَكد |
وَوَقارٌ وَنُفوذٌ باسِطٌ | يُرهِبُ النسرَ فَلا يُؤذي الصَرد |
وَصِفاتٌ صافِياتٌ لِو سَرَت | في عَباب البَحر ما أَلقى الزَبد |
أَنتَ وَإِلَينا الَّذي أَبدى لَنا | بَهجَة الأَوقاتِ وَالعَيش الرَغد |
عزنا فيك اِنجَلى فَوقَ العَلى | وَعَلا الفَخرُ عَلى كُل أَحَد |
وَلَنا مِنكَ عِناياتٌ بِها | نَستَعيز الآن مِن شَرِّ الحَسَد |
أَنتَ يا حامي حِما الآداب يا | صاحب الحَزمِ وَأراءِ السَدَد |
لَكَ في الإِنشاءِ باعٌ دونَهُ | قَصرت بَينَ البَرايا كُلُّ يَد |
يا بَليغاً كُل لَفظٍ مِنهُ قَد | ضَمنت فيهِ مَعانٍ لا تَعد |
جانِبُ الشعرِ قَد اِعتَّزَ بِما | جِدتَ تَهديهِ فَأَثنى وَحَمد |
جيدَهُ طَوّقَ إِذ صُغتَ لَهُ | دُرَر الأَلفاظ عَقداً فَإِنسَرَد |
أَنتَ فَردٌ في المَعالي مَن لَهُ | طَلَبَ الدَهرَ مَثيلاً ما وَجَد |