رَقَصَت بِكَ العَليا تجرُّ ذُيولا
مدة
قراءة القصيدة :
دقيقتان
.
رَقَصَت بِكَ العَليا تجرُّ ذُيولا | وَجَلتكَ فَرداً في العِبادِ جَليلا |
فَطَلَعتَ في الآفاقِ بَدرَ جَلالَةٍ | صاغَ الكَواكِبَ في العُلى إِكليلا |
ما لِلمَحامِدِ عَن مَقامَكَ مصرفٌ | كَلا وَلا لِلمَجدِ عَنكَ سَبيلا |
أَخُلاصةَ الشَرَفِ المفيض عَلى المَلا | حِلماً بِهِ يَنفي العَليلُ غَليلا |
أَنتَ الَّذي خَضَعَ الزَمانُ لِعِزِهِ | بَينَ العِظام يَزيدهُ تَبجيلا |
قالَت لَكَ الأَكوانُ وَهِيَ مُصيبَةٌ | إِني لِذاتكَ ما رائَتُ مَثيلا |
بَشِّر شُعوبَكَ لا يَزالُ محمَّدٌ | فيما يُبشِّرُ صادِقاً وَكَفيلا |
إِن فاتَ تونس نيل مصر فَأَنتَ قَد | أَجرَيتَ مِن فَيض المَكارِمِ نيلا |
فَدَعَوتُها الخَضراءَ وَهِيَ نَضيرَةٌ | في ظِلكَ العالي تَبين حَجولا |
ما كَدَّرتها فِتنَةٌ بادَرتها | في هِمَةٍ تَدعُ الأَبيَّ ذَليلا |
أَنّي وَفي شَفَتَيكَ أَحكام القَضا | مَن شِئت فازَ وَمَن أَردتَ أُزيلا |
قَومٌ طَغوا جَهلاً فَقُمتَ مُؤَدَباً | حَتّى أَزَلتَ عَن النُفوسِ خُمولا |
أَينَ الفَرارُ وَفي يَمينكَ صارِمٌ | صاغَتهُ مَقدِرَةُ الإِلَهِ صَقيلا |
مِن نور رَبِكَ في صَفائِحِهِ السَنى | وَبِحَدِهِ حلَّ الحَمام نَزيلا |
فَإِذا فَتَكتَ فَعادِلٌ في حُكمِهِ | وَإِذا عَفَوتَ فَمانِحٌ مَأمولا |
شَمَلَت مَهابتُكَ المَلا فَخُضوعهم | طَوعاً عَن العِصيانِ كانَ بَديلا |
هَل يُثبِتون بِهِ وَلَحظك إِن بَدا | لِلأَرض عَن سَخطٍ تَميلُ مَميلا |
أَرائتَ صفرة وَجهِهم خَجَلاً بَدَت | أَم ذاكَ خَوفٌ هَبَّ فيهِ مَحيلا |
أَهنى بِتَوطيد الصِيانَة لِلمَلا | وَاِسكُب لحلمك في البِلادِ سُيولا |
فَبِلادكَ الغَراء أَنساها الهَنا | خَطباً يَسميهِ سِواكَ ثَقيلا |
وَالأُفق مِن بَعد العَواصف يَنجَلي | نوراً وَيَلبَسُ عَسجداً مَحلولا |