يامَن أَتى لِلقَبرِ يَقرَأ طَرسَه
مدة
قراءة القصيدة :
دقيقتان
.
يامَن أَتى لِلقَبرِ يَقرَأ طَرسَه | مَهلا فَلَيسَ كِتابُهُ بِمِداد |
وَأَعد لَهُ نَظرا فان حُروفَهُ | كَتَبَت بِذوب العَينِ وَالاِكبادِ |
ما خَضَبَت كَفا وَلكِن حُروفُهُ | قَد خَضَبوا راحاتِهِم بِسَواد |
ما زَيَّنوا بِمَلابِسَ مَنقوشَة | أَبَدا وَلكِن زَيَّنوا بِحداد |
تَبّا لِدَهر خانَها وَاِغتالَها | مِن خُدرِها كَفَريَة الآساد |
وَفَريدَة لَم تَدرِ قيمَتُها الوَرى | قَد باعَها الغَواص بَيعَ كَساد |
نَظمت بِعِقد المَوت وَهُوَ مُفصَل | بِجَواهِر في نُظُمُهُنَّ جِياد |
وَجَدتُ وَأَعدَمها الزَمانُ حَياتِها | ما أَقرَبُ الاِعدام لِلاِيجاد |
وَاِخلَولَقَت يَبدو لَنا اِصلاحَها | عَلَنا فَعاجَلَها الرَدى بِفَساد |
جاءَ الطَبيبُ يَجِس نَبضَ ذِراعَها | فَرَأى التَأَثُّرَ لَيسَ كَالمُعادِ |
فَتَنَفَّسَ الصُعَداءُ مَرّاتٍ وَقَد | أَعيا وَقالَ اليَومَ ضَلَّ رَشادي |
فَتَهدت جَزعا وَقالَت سيدي | أَأَموتُ قَبلَ التُربِ وَالاِنداد |
وَأَسيرُ مِن دون الاِنام وَكَم أَرى | لِلدَّهرِ قَبلَ المَوتِ مِن رُواد |
أَواهُ مِن فعل الزَمانِ وَمكره | مَكر الزَمان يَزَل بِالاِطواد |
بَلغ العدو مَع الحَسود مُرادَهُ | وَاِحسَرتا اِذ لَم أَفُز بِمُرادي |
فَبَقيت بَعدَ حَياتِها تَنتابَني | نَوب الرَدى حَتى لَزَمتَ وُسادى |
أَحَبيبَتي كَيفَ الرِضا بتشتت | قَد ضَرَّ بِالاِخوان وَالاولاد |
وَمَتى يَكون وَالتي ما عِشت لا | أَرضاهُ لِلغُرَباء وَالآحاد |
يا قَبرُ مَهلا ما قَد حَظيت بِدُرَّة | جَلت عَن الاِمثالِ وَالاِنداد |
أَنا بي اِلى ما قَد ضَمَمت تَشوق | يا لَيتَني أَسعدَت بِالتَرداد |
كَنزُ اللآلىء كَيفَ يَحتُم دَرجه | يا لَيتَها شَلت يَدُ اللِحاد |