عَز العَزاءُ عَلى بَني الغَبراء
مدة
قراءة القصيدة :
دقيقتان
.
عَز العَزاءُ عَلى بَني الغَبراء | لِما تَوارى البَدرُ في الظُلماء |
حَق عَلى الاِيّامِ تَندب فَقد مَن | هُوَ نَسير الاِفصاح لِلبَلغاء |
فَاِجاه ربب الدَهر أَضمر نُطقَه | لِما سَقاهُ مِن كُؤس فَناء |
فَاِنقَض ليثا وَالعُيونُ هَوامِع | تَبكى عَلَيهِ بِأَدمُع حَمراء |
رَجع الطَبيب بِيَأسِهِ مُتَسَربِلا | وَأَراقَ جُرعَتِه عَلى الحَصباء |
ناداهُ لا تَيأس وَعالَج عِلَّتي | فَعَسى يَكونُ عَلى يَدَيكَ شِفائي |
وَاِكشِف عَلى قَلبي فان بشرتني | بِالبرء خُذ ملكي وَذاكَ فِدائي |
وَاِذا اِنقَضى نَحبي وَما أَجد الدَوا | نَفعاً فَوار الجِسم عَن أَعدائي |
وَاِرجِع لِقَومي الغافِلينَ وَقُل لَهُم | ذَبح القضا اسمعيل في البَيداء |
يا شُؤمُها أَخبار مَفقود القَضا | يا حر رَجعَتِه بِغَير رَجاء |
يا لَهف عامِرة القُصور عَلَيه اِذ | باتَ الاِميرُ عَلى فِراشِ عَزاء |
أَمسى لَفيف النائِحاتِ تُحيطُه | بَدَلا عَنِ النَدماء وَالجَلساء |
يا حَسرَة اِبنَتِه اِذا نَظَرتَ لَها | بِمَماتِه عَين مَن البَأساء |
قالَت وَحق سَنا أَبوتك الَّتي | كانَت ضِياء الاِمن لِلابناء |
مُذ ما فَقَدتك وَالحَشا مُتَسعر | وَالجسم مُنتَحِل مِن الضَرّاء |
يا كَنز آمالي وَذُخر مَطالبي | وَسعود اِقبالي وَعَين سَنائي |
يا طب آلامى وَمرهم قُرحَتي | وَغِذاء روحي بَل وَنَهر غَنائي |
أَبَتاه قَد جَرعتني كاس النَوى | يا حر جُرعَته عَلى اِحشائي |
يا مَن بِحُسن رِضاء فوز بَنوتي | وَعَزيز عيشَتِه تَمام رَخائي |
اِن ضاقَ بي ذَرعى اِلى مَن أَشتَكي | مِن بَعدِ فَقدِكَ كافِلا بِرِضائي |
يا لَيتَ شِعري حينَ ما حَل القَضا | هَل كُنتِ عَنّي راضِياً أَن نائى |
لِما قضى المَولى بِبُعدِكَ وَاِنقَضى | أَملى مِنَ الدُنيا وَقل عَزائي |
وَجهت مُبتَهلا لِرَبّي وَجهتي | لِيَعُم روحك مِنهُ بِالنُعماء |
فَلَك الهَنا بِالخُلدِ فُزت بِعذبِهِ | اِذ أَنتَ مَعدودِ مِن الشُهَداء |
وَلي القَلبُ في سَعيرِ تحرقى | ما دُمتِ عائِشَة لِيَوم فَنائي |