أزاحت ظلام الليل عن مطلع الفجر
مدة
قراءة القصيدة :
7 دقائق
.
أزاحت ظلام الليل عن مطلع الفجر | وقامت تدير الشمس في كوكب درى |
وهزت على دعص النقا غصن بانة | ترنح في أوراق سندسه الخضر |
وحيت بكاسات الحميا وثغرها | فلم نخل من شكر لديها ومن سكر |
ومالت بها خمر الصبا مثلما انثنت | نسيم الصبا بالاملد الناعم النضر |
وقد لاعبت منها الشمول شمائلاً | كما لعبت ريح الشمائل بالزهر |
منعمة لم يبد للشمس وجهها | ولم يدنها فقر إلى شاسع قفر |
من الترك لم تترك لصب محجة | إلى الصبر أو نهجا لعذل إلى العذر |
وبيضاء سوداء اللحاظ غريرة | من الغيدر با الردف ظامئة الخصر |
ممنعة لا تجتني ورد خدها | يد اللحظ الا بين شوك القنا السمر |
من الروم مثل الريم جيدا ولفتة | ولحظا ومثل الغصن والشمس والبدر |
سريت لها في جنح ليل أزورها | وللنجم في افاقه لحظ مزور |
على ضوء مسنون الغرارين صارم | اذا سل في الظلماء أغنى عن الفجر |
يروقك من مرا مجدول فضة | بصفحته موج الردى للعدا يجري |
يصمم ان لاقى الضريبة حده | ولو صدم الصلد الاصم من الصخر |
شددت به كفى ونبهت عزمة | أحدّ وأمضى منه في الخير والشر |
فاكرم به من صاحب ذي حمية | وأبيض ميمون النقيبة ذي أزر |
تواخيه من صنع الفرنج قصيرة | بعيدة مرمى الناردانية الأمر |
يسابق رجع الطرف لمع شرارها | ويشبه لمح البرق في عدد القطر |
تشب غداة الروع ناراً من الردى | وترمي بجمر في قلوب العدا حُمر |
مجربة بالماء والنار في الوغى | وفي السلم طوع القصد مأمونة الغدر |
فوافيت ذات الخدر والنوم في الدجى | على أعين الواشين منسدل الستر |
فقامت وقد مال الكرى بقوامها | كما مال بالنشوان صرف من الخمر |
وماست تزجى ردفها في مورد | من اللاذ قدوشته بالدر والتبر |
وتمسح عن أجفانها النوم سُحرة | فيرفض عنها كل فن من السحر |
وبتنا كما شاء الهوى في صيانة | وعفة ثوب لم يزرّ على ورر |
تجاذبنا أيدي العفاف عن الخنا | اذا ما دعا داعي التصابي إلى أمر |
نداول من شكوى الصبابة والجوى | وذكر النوى ولقرب والوصل والهجر |
أحاديث أشهى للنفوس من المنى | وعود الشباب الغض من سالف العمر |
وألطف من مر النسيم إذا سرت | على الروض ريا الذيل عاطرة النشر |
أحاديث في الأذواق يحلو مليحها | كأمداح اسمعيل في مسمعي مصر |
عزيز بأمر اللَه قد عز أمره | وذلت لعالي قدره نوب الدهر |
فسيح مجال الصيت سار سناؤه | مسير الصبا ما بين بحر إلى بر |
أنام الرعايا في ظلال أمانه | بيقظة عين القلب والطرف والفكر |
وعاملهم بالعدل والفضل حكمه | بحكمة شهم بالسياسة ذي خُبر |
فانصاف مظلوم وإرغام ظالم | وإغناء ذي فقر وجبر لذي كسر |
وأوسعهم بذلا وفضلا ببعضه | تملكهم ما بين عبر إلى حر |
وكم نعمة غراء قلدهم بها | فطوّقهم طوق الحمامة بالشكر |
أحاديث أشهى للنفوس من المنى | وعود الشباب الغض من سالف العمر |
وألطف من مر النسيم إذا سرت | على الروض ريا الذيل عاطرة النشر |
أحاديث في الأذواق يحلو مليحها | كأمداح اسمعيل في مسمعي مصر |
عزيز بأمر اللَه قد عز أمره | وذلت لعالي قدره نوب الدهر |
فسيح مجال الصيت سار سناؤه | مسير الصبا ما بين بحر إلى بر |
أنام الرعايا في ظلال أمانه | بيقظة عين القلب والطرف والفكر |
وعاملهم بالعدل والفضل حكمه | بحكمة شهم بالسياسة ذي خُبر |
فانصاف مظلوم وإرغام ظالم | وإغناء ذي فقر وجبر لذي كسر |
وأوسعهم بذلا وفضلا ببعضه | تملكهم ما بين عبر إلى حر |
وكم نعمة غراء قلدهم بها | فطوّقهم طوق الحمامة بالشكر |
تجول الأماني حوما حول بابه | كما حلقت طير صواد على نهر |
فتغدو خماصا طاويات وتنثني | وهنّ بطان من نوال ومن بر |
ربيع ندى روض المعالي به ازدهى | وأينع في أفنانه ثمر الفخر |
أطلّ على مصر فأغنى بجوده | مغانيها عن منة السحب الغرّ |
له رهبة في كل قلب ورغبة | ومازال شلآن الدهر للنفع والضرّ |
وحزم كما شاء السداد مؤيد | تريه خفا يا الغيب من دون ما ستر |
إذا التبست أعقاب أمر على النهى | جلا سرها المكنون في صورة الجهر |
فيا ابن الذين استوطنوا ذروة العلى | وحلوا محل البدر في شرف القدر |
جزاك إله العرش عن مصر مثل ما | جزاها بأيديك الحسان عن الصبر |
جذبت بضبع الملك من بعدما هوى | وخرّ مكبا لليدين وللنحر |
على حين أضحى للشباب مودّعاً | وأمسى بأهوال المشيب على ذُعر |
فأصبح مخضلّ الشبيبة مشرقا | محياه طلق الوجه مبتسم الثغر |
حميت حماه بالمدافع والظُّبا | وبالمال والتدبير والعسكر المجر |
وأخجلت غرّ السحب نيلا فغيثها | دموع على تقصيرها في الندى تجرى |
تجهم وجه السحب بشرى بجودها | وجودك من آياته رونق البشر |
فقيصر عن إدراك شأوك قاصر | وكسرى اسمه أضحى بعدلك في كسر |
وقد حزت حق الملك في مصر عن أب | أبيّ وجدّ سيد ما جدحر |
ومهدت مدّ اللَه عمرك ارثه | لأبنائك الطهر الجحاجحة الغرّ |
وقبلك كم مدّت لما نلت شأوه | يد ثم ردّت غير ظافرة الظُّفر |
وما كل من يسمو لأمر ببالغ | مداه ولا كل الجوارح كالنسر |
نهضت بتوفيق العليّ ولم يزل | يعينك عون اللَه في حيثما تسري |
فأدركت ما أعيا سواك بهمة | تريك محل اليسر من موضع العسر |
وأوليت عهد الملك عهدة ماجد | أغرّ لبيب غير غرّ ولا غُمر |
له عقل سنّ الأربعين وحزمه | ولم يتجاوز سنه سابع العشر |
حرىّ بما توليه مضطلع بما | توليه رحب الباع متسع الصدر |
محمد رأى جدّه مثل جده | وإقدامه إقدام آبائه الطهر |
فهنأك الرحمن ملكاً رعيته | وراعيته بالرأي والنائل الغَمر |
ودام لك التوفيق خير موازر | وخيز وزير صائب النهى والأمر |
وهنئت عود اشرف الملك عيده | بما شاء من بشرى وما رام من بشر |
ولا زلت بحراً للمكارم زاخرا | معاليك في مدّ وشانيك في جزر |
بذكرك يختال القريض وتنثني | قوافيه في كبر على سائر الشعر |
تأرّجت الأرجاء منه كأنما | تنفس فيه المدح عن نفحة العطر |
فدونكها مولاي حلة مدحة | مطرّزة الاعطاف بالحمد والشكر |
صناعة عبد صادق في ولائه | يرى أن كفران الصنيع من الكفر |
سهىت عليها داجي الليل ناظماً | دراريه فيها ولم أرض بالدر |
ترقت حلاها عن سواك وراقها | علاك فلم تجنح لزيد ولا عمرو |
مهذبة ماشين بالهذر لفظها | ولا شيب معناها بعيب ولا عذر |
خدمت بها علياك مدحاً وانما | نظمت النجوم الزهر عقداً على البدر |
فعش ما تثنى في الربى فرع بانة | وغنى على أفنانها ساجع القرى |