لقد جاء نصر اللَه وانشرح القلب
مدة
قراءة القصيدة :
دقيقتان
.
لقد جاء نصر اللَه وانشرح القلب | لأنّ بفتح القرم هان لنا الصعب |
وقد ذلت الاعداء في كل جانب | وضاق عليهم من فسيح الفضا رحب |
بحرب تشيب الطفل من فرط هولها | يكاد يذوب الصخر والصارم العضب |
إذا رعدت فيها المدافع أمطرت | كؤس منون قصرت دونها السحب |
تجرّع آل الأصفر الموت أحمرا | وللبيض في مسودّها ما تهم نهب |
تراهم سكارى للظبا في رؤسهم | غناء ومن صرف المنايا لهم شرب |
إذا وقعت ذات البروج وأبصروا | بها السور يتلو السجدة انفطر القلب |
وان هز لدن الرمح غصن قوامه | فكل دم فيهم إلى قدّه صب |
وما احمرّ خدّ السيف إلا وأصبحت | رقابهم شوقاً لتقبيله تصبو |
وقد غرّهم من قبل كثرة جيشهم | فلم يغن عنهم ذلك الجيش والركب |
وولوا يجدّون الفرار بعسكر | تحكم فيه القتل والاسر والسلب |
وأين يسومون النجاة وخلفهم | تسابقت الخيل المسوّمة الشهب |
ولو سلموا من مرهف السيف أو خلوا | بأنفسهم يولاً لأفناهم الرعب |
فقد راعهم من آل عثمان دولة | مجيدية دانت لها الترك والعرب |
وجاء بشير النصر يشدو مؤرّخا | لقد جاء نصر اللَه وانشرح القلب |