خلِّ برلينَ ولندنْ
مدة
قراءة القصيدة :
دقيقتان
.
خلِّ برلينَ ولندنْ | يَصعدا أوْجَ التَّمدُنْ |
واعتصمْ بالنيل تَسعدْ | واسلُ جَيحونَ والأردنْ |
واطَّرح أنسَ دمشق | وانسَ بغداد والأرزن |
مدْحُ مصر اليوم يَحسُن | أفصحتْ بالمدح ألْسُنْ |
روضُ واديها خصيبٌ | فيه للنيلِ التَّسلطن |
إن نقلْ جنةَ عدن | منك لا تُطلبُ أيمْن |
تحتها الأنهارُ تجري | وبها التنعيم يقطن |
مركزُ الدنيا جميعاً | منذُ أدوارٍ وأزمن |
وأريبٌ حلَّ فيها | يصطفيها للتوطن |
منزهٌ زاهٍ بهيّ | بالتزيِّن والتزيُّن |
لا تزنْها بسواها | فهي عند الوزن ترْزُن |
ذِكْرها في الذّكْرِ يَقضي | لعُلاها بالتمكّن |
كيف لا تنمو وفيها | روحُ جثمانٍ التَّيَمُّن |
إن إسماعيل أصلٌ | حولَه الأنجالُ أغصُن |
قد حذوْا حذوَ أبيهم | صوبَ عطفٍ وتحنُّن |
سرُّ تَوفيقِ إلهٍ | أمرُه في قول كُن |
أسكنَ المُلْكَ ببيتٍ | لم يكنْ لولاه يُسكن |
وارتقتْ مصر مقاماً | عنده الأقيالُ تجبن |
أشرقتْ فيها شموسٌ | نوّرتْ أفقُ التفطُّنْ |
كم فنون مبدعات | زانها حسن التفتن |
وتعاديك أصولٌ | طبقَ مِنهاج التديُّن |
وقوانينُ تجار | قصدُ ترويح التدهقن |
جندُها براً وبحراً | لا يُبارَى في التمرُّن |
فهُمو أسدُ عرينٍ | سيفُهم للفتكِ برثن |
كم جَوارٍ منشآتٍ | بلغاتِ البحر تَرطن |
سفنُ إسماعيل قالت | افترضْ ما شئتَ واسْنُن |
حَوَّلَ البرزخَ بحراً | ونسيمُ السعدِ يَسفن |
ومنيعاتُ بروجٍ | محكماتٍ في التحصّن |
كم طريقٍ من حديدٍ | تسبقُ الطَّير فيمكن |
وبريدٌ كهربائي | وحْيه لمحةُ أعين |
ووبوراتُ مياه | كجبالٍ النار تُدْخِن |
ومبانيها العوالي | كمعالي الملكِ تَرصُن |
كم بها من سلسبيل | كوثريً ليس يَأسن |
عينه العذبةُ منها | عينُ أهل الحقدِ تَسْخن |
وشموسُ الغازِ يجلو | نورَها ما كان يَدجن |
منظرُ الألعاب يسمو | بأعاجيبِ التلوُّن |
وجيادُ الخيل قالت | قد رَبحنا السبقَ فامنن |
مصرُ إسماعيل نالت | صِفوَ عيشٍ ليس يأجن |
سل قُراها كي تراها | ألفتْ وصفَ التحسن |
وبَوادي كل وادي | أنفتْ طبعَ التَّخشُّنْ |
فلنهنئْهُ بعامٍ | ذي سُعودٍ عن تَيقُّنُّ |
كسنينٍ تتوالى | بدلالاتِ التضمن |
فاحظَ بالبُشرى وأرِّخْ | دَوْرَ تقديمِ التمدُن |