بدت لوداعٍ والتجمل سترها
مدة
قراءة القصيدة :
دقيقتان
.
بدت لوداعٍ والتجمُّل سترُها | فزال لإشفاق التفرُّق هجرُها |
فتاةٌ كأن الصبح يجلوه وجهُها | لنا وكأن الليل يدجيه شَعرُها |
فلو أبصَرَتها أُمَّةٌ ثَنَويَّةٌ | لكان إله القوم ما ضمَّ خِدرُها |
نفى حُسنُها عنها العتابَ لأنها | إذا ما أساءت كان في الحُسن عُذرُها |
لقد زال طيبُ العيش عنّي لفقدها | كما زال عنها للتفجُّع كِبرُها |
ولمّا تسارقنا الوداعَ تخالُساً | لعَيني رقيبٍ يغلب الليلَ خزرُها |
جرى ماءُ جفنَيها على نار خدِّها | فصار لظاها في فؤادي وجمرُها |
لقد قلَّ صبري بعدها وتجلُّدي | فيا ليت شعري بعدنا كيف صبرُها |
فأصبحتُ حيرانَ الفؤاد لفُرقَةٍ | أُقاسي هَناةً ليس يجمل ذكرُها |
وما افتقرت نفسي إذا كان إنما | يلوذ بإخوان التَّديُّنِ فقرُها |
فكلُّ مُحبّي آل أحمد أنجمٌ | وآلُ أبيك السادةُ الغُرُّ زُهرُها |
إذا اختلفت بالأكرمين مجالسٌ | فإنك في كلِّ المجالس صدرُها |
وإن كنتَ في شرخ الشباب هلالها | فإنك في مستكمل القَدرِ بدرُها |
تخلَّقتَ أخلاقاً هي الخمر لذَّةً | وطيباً ولكن في الصَّبابة سُكرُها |
وليس قبيحاً سكرة اللهو بالفتى | ولا سيَّما والظَّرف والشَّكل خمرُها |
وكان وصيُّ المصطفى خيرةِ الورى | له مزحات ينثر الأُنسَ نَشرُها |
تَلَقّى العَوافي بالأيادي فإنها | مآثرُ لا يعفو على الدهر أثرُها |
وتزكو الأيادي عند ذي الشكر مثل ما | تَضاعف في الأرض الزكيَّة بذرُها |
مشاكلة الآداب والشكل فيهما | وسائل لا يُخشى من الحرِّ خَفرُها |
فدُونَكها بِكر المعاني زففتُها | عروساً ومن خير العرائس بكرُها |
إذا نحن قلنا طال عمرُك أيقنت | بذاك المعالي أنَّ عمرك عمرُها |