شاقني الأهل لم تشقني الديار
مدة
قراءة القصيدة :
دقيقتان
.
شاقَني الأهلُ لم تشقني الدِّيارُ | والهوى صائرٌ إلى حيث صاروا |
جيرةٌ فرَّقَتهمُ غربةُ البَي | نِ وبين القلوب ذاك الجوارُ |
ليس تنسى تلك القلوبُ عهوداً | كذَّبَتها يوم النوى أبصارُ |
أنت تدري أن الهوى ليس يحلو | طعمُه أو يكون فيه مرارُ |
فأناس رعوا لنا حين غابوا | وأناس جفوا وهم حضّارُ |
عرَّضوا ثم أعرضوا واستمالوا | ثم مالوا وجاوروا ثم جاروا |
لا تلمهم على التجنّي فلو لم | يتجنّوا لم يحسن الاعتذارُ |
وكذا لم تطب لنا البصرة الزه | راءُ لولا أميرها المختارُ |
لم يكن للوصال عُرسٌ إذا ما | لم يكن للعتاب فيه نِثارُ |
جار فيها جعل اللفيف على الآ | داب حتى أجارها المستَجارُ |
مَن تكنّى من قَدرِه باشتقاقٍ | واسمه من ثباته مستعارُ |
مَن نماه الخليل وهو خليلٌ | للمعالي والبِشرُ منه النُّضارُ |
مَن تولّى فيما تولاه عدلاً | شفعته بصيرة واختبارُ |
مَن تولّى التدبير منه برأيٍ | هو في ليلِ كلِّ خطبٍ نهارُ |
مَن له في تبزُّع القول بَسطٌ | للَّيالي وللذكاء وقارُ |
مَن به تلتظي الحروب وتخبو | فهو ماءٌ لدى الهِياج ونارُ |
مَن يُذيل النفسَ الخطيرة في الرَّو | ع إذا كان بالنفوس احتكارُ |
لو عددت اسمَ حدِّه مأثراتٍ | كان فيه على الأمير أمارُ |
أيها السيد استجارت بك الأي | يامُ واستنصرت بك الأشعارُ |
ضمنت لي علاك أن ليس يُثأى | لي ذمام ولا يُضاع ذِمارُ |
ما تعدَّيتَ ما تولّيتَ لكن | لك ممّا أُتيتُ فيه اختيارُ |
يا لقومٍ هاجوا هدير القوافي | وتضاغَوا إذ راعهم منه ثارُ |
واستثاروا نار القصيد سَفاهاً | وتشكّوا لما ترامى الشرارُ |
ولقد خيلوا سَراباً من القو | ل وبرهانُ ما ادَّعوه قَفَارُ |
ورموني بأسهمٍ عن قسيٍّ | ما لها من حقيقةٍ أوتارُ |
ألسُنٌ صادفت ميادينَ عيبٍ | فجرت وهي في الخِطام أسارُ |
بهتوا غَيبتي ببهتان زُورٍ | عن قعودي فالزُّور فيه ازوِرارُ |
أبداً أدرَأُ المكارهَ لكن | لك في ذا تعمُّدٌ واغتفارُ |