تطوى المنى عن طلاب غايتِه
مدة
قراءة القصيدة :
دقيقتان
.
تُطوى المنى عن طلاب غايتِهِ | بالناس في كُتبه إذا تُنشَرْ |
وقدرُه فوق ما تملَّكه | فليس حبّي له بمستكثَرْ |
اختصَّه جعفر الإمام فقد | وُفِّقَ فيما اختَصَّه جعفرْ |
فكُتبُه كالعيون إن نُشِرَت | سَوَادُها من بياضها أحوَرْ |
تطلع من رأيه اذا اعتكرت | ظلماءُ خطبٍ كواكبٌ تزهرْ |
تُثبِت أقلامُه بها حِكَماً | تُتلى بألفاظِ لُؤلؤٍ يُنثَرْ |
تجبر ما تكسر الخطوبُ وما | تكسر آراؤه فلن يجبَرْ |
كأنَّما الدَّهر في تصرُّفه | يحكم تدبيرَه إذا دبَّرْ |
قد وافقت يُمنَه بصيرتُه | فيا لتوفيق كلِّ ما قَدَّرْ |
كأنَّما مَجمَعُ العيون له | تُجيب إطراقَه إذا فكَّرْ |
يدبِّر الكونَ قبل موقعِه | فهو يرى قبل وِرده المصدرْ |
إن قام للأمر كان محتضِراً | رأياً برُشدٍ من رأيه أحضَرْ |
يُصمي بسهم البديهِ شاكلةَ ال | رَميِ وقوسُ الأنَاةِ لم يُوتَرْ |
لا تكذبوا ليس هذه كتبَ ال | كُتّاب لكن معادن الجوهَرْ |
نَمَّ بها صامتٌ يُكاتِم إن | صامَ ولكن ينمُّ إن أفطرْ |
ضامر جسمٍ تراه عن خَرَسٍ | مترجماً عن جميع ما يُضمَرْ |
قد سلب العاشقين دِقَّتَهم | ولونَهم في المحسر والمنظرْ |
يبصر ما أوحت النفوسُ له | وماله آلةٌ بها يُبصرْ |
يرضَع من غير أُمِّه لبناً | يمجُّه فوه فهو لا يَكبَرْ |
قد يُزدَرى في عيانه ولقد | يَقضي بآثارِه إذا أثَّرْ |
يحفى من المشي في الرضاع فإن | عُولج منه رأيتَه أصغَرْ |
حق لاثار لون عن بني ال | عبّا أن ترقص أو تنصرْ |
منكّس رأسَه كهاروتَ في | بابل إذ كان مثلَه يسحَرْ |
دَع ذِكرَ أقلامه فلم يكن ال | صَمصَامُ إلا بعنترٍ يُذكَرْ |