بي مثل ما بك من شوق ومن كمدِ
مدة
قراءة القصيدة :
دقيقتان
.
بي مثل ما بك من شوق ومن كمدِ | لكن أغطّي الهوى بالصبر والجلدِ |
أصون نفسيَ عن لعب الوشاة بها | وإن تلاعبتِ الأسقام في جسدي |
إني تعاطيتُ صبراً تحته حرجٌ | فصرتُ في حال مجهودٍ ومجتهدِ |
لولا الحفاظ ولولا العهد لم ترني | أذوب شوقاً ولا أشكو إلى أحدِ |
لأستعيننَّ بالكتمان منتظراً | فربَّ مكروه يومٍ فيه خير غدِ |
تطلُّعُ الموت في روحي وفي بدني | ولا تطلُّعَ أعدائي إلى خلدي |
كانوا يخوضون في لومي فساعدني | وصلُ الحبيب فخاضوا اليوم في حسدي |
عابوه عندي قديماً وهو يهجرني | وزاحموني عليه وهو طوع يدي |
أحيد عنهم لإشفاقي فأُوهمهم | أني سلوتُ وقلبي عنه لم يَحِدِ |
تحمُّلي عُدَّةٌ لي في الهوى فإذا | جوزيتُ في الأمر لم أغفل عن العُدد |
هذا وصالٌ وهذا دونه طمعٌ | فأرصُد العيشَ والتنغيص في رصدِ |
فيا لها نعمةً ذقتُ الشقاءَ بها | ففي فمي علقم من مضغة الشهد |
القرب أفتن للمُبلى من البعدِ | وإنما حسرتي إذ نحن في بلدِ |
أرى المنى وأراني كيف أُحرَمُها | لذاك ألقى الذي ألقى من الكمدِ |
ما غاب عنّيَ بل غاب السرورُ به | فصرت أبكي فقيداً غير مفتَقَدِ |
أبكي لشجوي ولا أبكي لمنزِلِه | أخنى عليه الذي أخنى على لبدِ |
أثني الرجاء على الصبر الجميل ولا | أثني القتود على عيرانَةٍ أُجد |