نفس المحب دواؤها في دائها
مدة
قراءة القصيدة :
دقيقتان
.
نفسُ المُحِبِّ دَواؤها في دائها | ونعيمُها هو من مكان شقائها |
فمتى يكون شفاؤها من سقمها | وسقامُها هو من مكان شفائها |
في الحبِّ سحر للعقول لأنه | يغشى النفوسَ بدائها ودوائها |
صفو الهوى يغذو نفوس ذوي الهوى | والنفسُ لا تُغذى بغير غذائها |
إن الهوى هو في اهتزاز غصونها | طيش الحليم وفي لحاظ ظبائها |
أهل الهوى هم كالرياحين التي | يبدو الذبول بها لفرقة مائها |
بشعورها وثغورها ونحورها | وخصورها أبليننا ببلائها |
بخدودها ونهودها وقدودها | نهوي بأنفسنا إلى أهوائها |
أعطافُها أردافُها أطرافها | يسبينَ من قدّامِها وورائها |
حورية رضوانُ خازِنُ وصلها | لكن توكّلَ مالِكٌ بجفائها |
طُوبى لساكن جنةٍ لو أنشئت | حُورُ الجنانِ له على إنشائها |
بيضاء سوداء الفروع فليلُها | ونهارها لظلامها وضيائها |
معشوقة عشقت عذاب محبها | حسناً وقتلُ الصب أحسن رائها |
ما فارقتها العين إلا واصلت | بالشوق بين سهادها وبكائها |
إني أمسُّ جوارحي فأظنُّها | جمراً تأجّج في لظى بُرَحائها |
إني لأشفق إن ظفرتُ بقربها | من ضم أحشائي إلى أحشائها |
لو أنّني لاثمتُها لأذبتُها | بتوقُّد الأنفاس في صُعدائها |
أبصرتُ موتاً في الحياة مُصَوَّراً | في مشهدٍ لفراقها ولقائها |
قد همتُ بالرقباء لا من حُبِّهم | وصددتُ عنها ليس من بغضائها |
فطفقت أرمقها بكل جوارحي | في بعض إقبالي على رُقبائها |
فأرى طعامي في الهوى ذا غُصَّةٍ | في قربها منّي وفي إقصائها |
فاصبر لعلّك أن تفوزَ فربما | فازت نفوسٌ بعد طُولِ عنائها |
دنيا تُزَيِّن للورى شهواتها | فيما يذلُّ رجالُها لنسائها |
حظُّ الرجال من النساء بأن يُرى | أحرارُ سادتها عبيدَ إمائها |
ماذا يكون جمالَ نفسٍ حُرَّةٍ | يوماً إذا سُلبت جميلَ عزائها |
تاللَهِ لا شرف الشريف بنسبةٍ | إلا بما يُعتَدُّ من آلائها |
وكذا القبائل من نزارٍ حظُّها | في الفخر حَسبُ سماحِها وغنائها |
أما ربيعةُ لا يضيع ذمامُها | أبداً ولا ينحلُّ عقدُ وفائها |
فربيعةُ الفَرَسِ التي تَقري القِرى | وتُعيد عند صباحِها ومسائها |
إن زُوحِمت في المكرمات فإنها | ما زُحزِحَت عن بأسِها وسخائها |