وَقائِلٍ أَيُّهُما أَنوَرُ
مدة
قراءة القصيدة :
3 دقائق
.
وَقائِلٍ أَيُّهُما أَنوَرُ | الشَمسُ أَم سَيِّدُنا جَعفَرُ |
قُلتُ لَقَد أَكبَرتَ شَمسَ الضُحى | جَهلاً وَما أَنصَفتَ مَن تَذكُرُ |
هَل بَقِيَت فيكَ مَجوسِيَّةٌ | فَالشَمسُ في مِلَّتِها تُكبَرُ |
أَم أَنتَ مِن أَبنائِها عالِمٌ | وَزَلَّةُ العالِمِ لا تُغفَرُ |
فَقُل مَعاذَ اللَهِ مِن هَفوَةٍ | قالَ فَهَل يَغلَطُ مُستَخبِرُ |
الشَمسُ يَومَ الدَجنِ مَحجوبَةٌ | وَاللَيلُ يُخفيها فَلا تَظهَرُ |
فَهيَ عَلى الحالَينِ مَملوكَةٌ | لا تَدفَعُ الرِقَّ وَلا تُنكِرُ |
فَكَيفَ قايَستَ بِها غُرَّةً | غَرّاءَ لا تَخفى وَلا تُستَرُ |
في كُلِّ وَقتٍ نورُها ساطِعٌ | وَكُلُّ وَصفٍ دونَها يَقصُرُ |
فَقالَ هَل أَكمَلَها قَدرُهُ | إِذا بَدا في حُلَّةٍ يَخطُرُ |
كَالرُمحِ مَهزوزاً عَلى أَنَّهُ | لا فارِطُ الطولِ ولا جَحدَرُ |
أَحسَنُ خَلقِ اللَهِ وَجهاً إِذا | بِدا عَلَيهِ حُلَّةٌ تَزهَرُ |
وَأَخطَبُ الناسِ عَلى مِنبَرٍ | يَختالُ في وَطأَتِهِ المِنبَرُ |
وَتَطرَبُ الخَيلُ إِذا ما عَلا | مُتونَها فَالخَيلُ تَستَبشِرُ |
وَتَرجُفُ الأَرضُ بِأَعدائِهِ | إِذا عَلاهُ الدِرعُ وَالمِغفَرُ |
قالَ وَأَينَ البَحرُ مِن جودِهِ | قُلتُ وَلا أَضعافُهُ أَبحُرُ |
البَحرُ مَحصورٌ لَهُ بَرزَخٌ | وَالجودُ في كَفَّيهِ لا يُحصَرُ |
قالَ وَكَيفَ البَأسُ عِندَ الوَغى | قُلتُ أَتاكَ النَبَأُ الأَكبَرُ |
قامَ وَأَهلُ الأَرضِ في رَجفَةٍ | يَخبِطُ فيها المُقبِلَ المُدبِرُ |
في فِتنَةٍ عَمياءَ لا نارُها | تَخبو وَلا موقِدُها يَفتُرُ |
وَالدينُ قَد أَشفى وَأَنصارُهُ | أَيدي سَبا مَوعِدُها المَحشَرُ |
كُلُّ حَنيفٍ مِنهُمُ مُسلِمٍ | لِلكُفرِ فيهِ مَنظَرٌ مُنكَرُ |
إِمّا قَتيلٌ أَو أَسيرٌ فَلا | يُرثى لِمَن يُقتَلُ أَو يُؤسَرُ |
فَأَمَّرَ اللَهُ إِمامَ الهُدى | وَاللَهُ مَن يَنصُرُهُ يُنصَرُ |
وَفَوَّضَ الأَمرَ إلى رَبِّهِ | مُستَنصِراً إِذ لَيسَ مُستَنصَرُ |
وَنَبَذَ الشورى إِلى أَهلِها | لَم يَثنِهِ خَشيَةُ ما حَذّروا |
وَقالَ وَالأَلسُنُ مَقبوضَةٌ | لِيُبلِغِ الغائِبَ مَن يَحضُرُ |
أَنّي تَوَكَّلتُ عَلى اللَهِ لا | أُشرِكُ بِاللَهِ وَلا أَكفُرُ |
لا أَدَّعي القُدرَةَ مِن دونِهِ | بِاللَهِ حَولي وَبِهِ أَقدِرُ |
أَشكُرُهُ إِن كُنتُ في نِعمَةٍ | مِنهُ وَإِن أَذنَبتُ أَستَغفِرُ |
فَلَيسَ تَوفيقيَ إِلّا بِهِ | يَعلَمُ ما أُخفي وَما أُظهِرُ |
فَهوَ الَّذي قَلَّدني أَمرَهُ | إِن أَنا لَم أَشكُر فَمَن يَشكُرُ |
وَاللَهُ لا يُعبَدُ سِرّاً وَلا | مِثلي عَلى تَقصيرِهِ يُعذَرُ |
وَجَرَّدَ الحَقَّ فَأَشجى بِهِ | مَن كانَ عَن أَحكامِهِ يَنفِرُ |
وَاِنفَضَّتِ الأَعداءُ مِن حَولِهِ | كَحُمُرٍ أَنفَرَها قَسوَرُ |
وَصاحَ إِبليسُ بِأَصحابِهِ | حَلَّ بِنا ما لَم نَزَل نَحذَرُ |
مالي وَلِلغُرِّ بَني هاشِمٍ | في كُلِّ دَهرٍ مِنهُمُ مُنذِرُ |
أَكُلَّما قُلتُ خَبا كَوكَبٌ | مِنهُم بِدا لي كَوكَبٌ يَزهَرُ |
لَم يُلهِهِ عَنّي الشَبابُ الَّذي | يُلهي وَلا الدُنيا الَّتي تُعمَرُ |
وَاللَهِ لَو أَمهَلَنا ساعَةً | ما هَلَّلَ الناسُ وَلا كَبَّروا |
أَلَيسَ قَد كانوا أَجابوا إِلى | أَن أَظهَروا الشِركَ كَما أَضمَروا |
وَأَظهَروا أَنَّهُمُ قُدَّرٌ | قُدرَةَ مَن يَقضى وَمَن يَقدِرُ |
وَشَتَموا القَومَ الَّذينَ اِرتَضى | بِهِم رَسولُ اللَهِ وَاِستَكبروا |
فَرَدَّهُم طَوعاً وَكَرهاً إِلى | أَن عَرَفوا الحَقَّ الَّذي أَنكَروا |
وَوافَقوا مِن بَعدِ ما فارَقوا | وَأَقبَلوا مِن بَعدِ ما أَدبَروا |
يا أَعظَمَ الناسِ عَلى مُسلِمٍ | حَقّاً وَيا أَشرَفَ مَن يَفخَرُ |
الرِدَّةُ الأولى ثَنى أَهلَها | حَزمُ أَبي بَكرٍ وَلَم يَكفُروا |
وَهذِهِ أَنتَ تَلافَيتَها | فَعادَ ما قَد كادَ لا يُذكَرُ |
فَاِسلَم لَنا يا خَيرَ مُستَخلَفٍ | مِن مَعشَرٍ ما مِثلُهُم مَعشَرُ |
وَاِسمَع إِلى غَرّاءَ سُنِّيَّةٍ | يَسطَعُ مِنها المِسكُ وَالعَنبَرُ |
مَوقِعُها مِن كُلِّ ذي بِدعَةٍ | مَوقِعُ وَسمِ النارِ أَو أَكثَرُ |