بعض الحنان يا أبي - أم سارة
مدة
قراءة المادة :
3 دقائق
.
كم يمزق قلبي وتبكي عيني عندما أرى طفلاً يجري مسرعًا؛ ليرتمي في أحضان رجل ليس له أي دور في حياته إلا أنه يحنُّ عليه.. في حين أنه إذا رأى أباه انزوى بعيدًا عنه، وإذا غاب وعاد لا يرتمي في أحضانه شوقًا له..! بينما إذا غاب ذاك الرجل الآخر يهرول إليه يسأله بشوق..
"كنت فين يا عمو؟!"
كل هذا لأنه لم يجد في أبيه الحنان الذي يجده من ذاك الرجل..!
أيها الأب يا من تعاند أبوتك، يا من تقتل فطرة الله في صدرك، ابنك لا يريد سوى حنانك..
أيها الأب لو بينك وبين زوجتك خلاف فهذا ليس سبب في أن تحرم ولدك من الحنان الأبوي..
أيها الأب لا تعاند المشاعر الأبوية فأنت القوّام المدافع عنهم والحامي لهم من قسوة الأيام..
رجاءً لا تتخلى عن أبوتك لمجرد العناد، انظر بعين الأب لطفل لا يريد سوى الحنان..
كم من أزواج يهفو قلبهم ليكونوا آباء..
كم من بيوت تتمنى صرخة طفل وضحكته لتدب فيها الحياة...
أعطاك الله النعمة فلا تتبطر عليها وخذ طفلك في حضنٍ طالما تمناه.. طفل لا يريد سوى الحنان ...
اقتدِ أيها الأب بالحبيب -يرحمك الله-..
جاء الأقرع بن حابس إلى رسول الله فرآه يقبّل الحسن بن علي، فقال الأقرع: "أتقبّلون صبيانكم؟! فقال رسول الله: «نعم»، فقال الأقرع: إن لي عشرةً من الولد ما قبلت واحدًا منهم قط، فقال له رسول الله: «من لا يرحم لا يرحم»" (صحيح البخاري :5997).
وبلغ من عناية الرسول بأطفاله أن ألقى لهم باله حتى أثناء تأديته للعبادة، يقول أبو قتادة: "كان رسول الله يصلي وهو حامل أمامة بنت ابنته زينب، فإذا ركع وضعها وإذا قام حملها، وكان إذا سمع بكاء الصبي وهو في صلاته تجوّز فيها مخالفة الشفقة من أمه".