أرشيف الشعر العربي

الرجال العنيدون

الرجال العنيدون

مدة قراءة القصيدة : دقيقتان .

(1)

الرّجالُ العنيدونَ ،

ينكسِرونَ سريعاً .

الرّجالُ العنيدونَ ،

من بين أنقاضِهِم يُبعثونْ .

(2)

أنا لستُ مُتّخِذاً نجمةً

في براريكِ تُرشِدُني ..

نجمتي في رِمالِكِ

هذا الضّياعْ .

فأنّى توجّهتُ

ثمّةَ فاجِعةٌ في الطّريق ِ

تُشيرُ إليكِ ..

(3)

صوتٌ ، يتبدّدُ في الصحراءْ .

صوتٌ ، يتردّدُ بينَ الصُّمِّ .

وصوتٌ ، محبوسٌ في حُنجرةٍ

من فَرطِ الهمِّ .

وصوتٌ ، يغرقُ في حلقٍ

مُكتظٍّ بالماءْ .

تلك الأصواتُ المحمودةُ

في وطنٍ يعشقُهُ الأعداءْ .

(4)

أُسمّيكِ ((حُبّي))

وسمّوْكِ ((أرضُ الذّهب)) .

فنِلتُ الفجيعةَ فيكِ

ونالوا الأََرَبْ .

فذنبي أنا ،

أنني عاشقٌ ،

وذنبُكِ ،

أنكِ أرضُ العربْ .

(5)

لاحَ لي ، أنهم يتبعونَ خُطايَ ،

ولاحَ لهُم ، أنهُم تائِهونْ .

فغيّرتُ وُجهةَ دربِي

إلى غيرِ ما أشتهي ..

وما غيّروا قطُّ ما يشتهونْ .

أريتُهُمُ دربَهُم في البِلادِ ،

وضيّعتُ دربي ..

(6)

حفَرَ الوقتُ الأخاديدَ

بوجهِ السّندبادْ .

ومضى يبكي الفُتوحاتِ العظيمةْ .

تارِكاً للريحِ أسرارَ البلادْ .

وعلى الجُثّةِ ،

آثارَ الجريمةْ .

(7)

في بَلَدي ،

يُنكِرُني أخي

وزَوْجَتي

وَوَلَدي .

في البَلدِ الغريبةْ ،

استحضِرُ الإخوانَ

والأبناءَ

والحَبيبَةْ .

(8)

عيّنةٌ من خاصِرةِ الكون ِ بلادي .

تتعانقُ فيها الجيناتُ

وتنسجِمُ الأعراقْْْْ .

لا يشعُرُ فيها بالغرْبةِ ،

إلاّ شَجرُ السمْرْ .

ما ذنبُ العالم ِ ،

حينَ نُباغَتُ من كلِّ الآفاقْ ؟

إن كنا قدَرَاً ،

- في الأرض ِ-

هُنوداً حُمْرْ .

(9)

ليس لي من بِلادي :

سِوى ،

مايجودُ بهِ

الأصدِقاءُ الأعادي .

(10)

من قال : لا

يُنطحُ

أو يُرفسُ

أو يموتْ .

فقُلْ يا أيّها التّيسُ نعمْ .

فقال : لا

لعلّني أُحرّضُ الغنَمْ .

(11)

الظّالِمُ والمَظْلومُ

في الهَوى سِيّانْ .

بينَ رَصيفِ الذُّلِّ والبَلاطِ .

فذاكَ مُمْعِنٌ ،

في البَيْعِ والترويجِ للإدْمانْ ،

وذلكَ في التّعاطي ..

(12)

قالَ : خُذْها ،

فأشرعْتُ صَدْري ..

وطَنِي ،

كيفَ لي أنْ أرُدَّ لهُ طَلَبا .

طعنةٌ ،

ثمّ يُسْدَلُ نِصفُ السِّتارِ ،

ويُسْدَلُ كُلُّ السِّتارِ

إذا صُلِبا ..

اخترنا لك قصائد أخرى للشاعر (إبراهيم محمد إبراهيم) .

وقفة على باب الأماني

بغداد

هل أنت مثلي

الأعمى

شيخوخة


مشكاة أسفل ١