تَوَكَّلنا عَلى رَبِّ السَماءِ
مدة
قراءة القصيدة :
دقيقتان
.
تَوَكَّلنا عَلى رَبِّ السَماءِ | وَسَلَّمنا لِأَسبابِ القَضاءِ |
وَوَطَّنّا عَلى غِيَرِ اللَيالي | نُفوساً سامَحَت بَعدَ الإِباءِ |
وَأَفنِيَةُ المُلوكِ مُحَجَّباتٌ | وَبابُ اللَهِ مَبذولُ الفِناءِ |
فَما أَرجو سِواهُ لِكَشفِ ضُرّي | وَلَم أَفزَع إِلى غَيرِ الدُعاءِ |
وَلِم لا أَشتَكي بَثّي وَحُزني | إِلى مَن لا يَصَمُّ عَنِ النِداءِ |
هِيَ الأَيّامُ تَكلِمُنا وَتَأسو | وَتَجري بِالسَعادَةِ وَالشَقاءِ |
فَلا طولُ الثَواءِ يَرُدُّ رِزقاً | وَلا يَأتي بِهِ طولُ البَقاءِ |
وَلا يُجدي الثَراءُ عَلى بَخيلٍ | إِذا ما كانُ مَحظورَ الثَراءِ |
وَلَيسَ يَبيدُ مالٌ عَن نَوالٍ | وَلا يُؤتى سَخِيٌّ مِن سَخاءِ |
كَما أَنَّ السُؤالَ يُذِلُّ قَوماً | كذاكَ يُعِزُّ قَوماً بِالعَطاءِ |
حَلَبنا الدَهرَ أَشطُرَهُ وَمَرَّت | بِنا عُقَبُ الشَدائِدِ وَالرَخاءِ |
فَلَم آسَف عَلى دُنيا تَوَلَّت | وَلَم نُسبَق إِلى حُسنِ العَزاءِ |
وَلَم نَدَعِ الحَياءَ لِمَسِّ ضُرٍّ | وَبَعضُ الضُرِّ يَذهَبُ بِالحَياءِ |
وَجَرَّبنا وَجَرَّبَ أَوَّلونا | فَلا شَيءٌ أَعَزُّ مِنَ الوَفاءِ |
تَوَقَّ الناسَ يَاِبنَ أَبي وَأُمّي | فَهُم تَبَعُ المَخافَةِ وَالرَجاءِ |
وَلا يَغرُركَ مِن وَغدٍ إِخاءٌ | لِأَمرٍ ما غَدا حَسَنَ الإِخاءِ |
أَلم تَرَ مُظهِرينَ عَلَيَّ غِشّاً | وَهُم بِالأَمسِ إِخوانُ الصَفاءِ |
بُليتُ بِنَكبَةٍ فَغَدَوا وَراحوا | عَلَيَّ أَشَدَّ أَسبابِ البَلاءِ |
أَبَت أَخطارُهُم أَن يَنصُروني | بِمالٍ أَو بِجاهٍ أَو بِراءِ |
وَخافوا أَن يُقالَ لَهُم خَذَلتُم | صَديقاً فَاِدَّعَوا قِدَمَ الجَفاءِ |
تَضافَرَتِ الرَوافِضُ وَالنَصارى | وَأَهلُ الإِعتِزالِ عَلى هِجائي |
فَبَختَيشوعُ يَشهَدُ لِاِبنِ عَمروٍ | وَعَزّونٌ لِهارونَ المُرائي |
وَما الجَذماءُ بِنتُ أَبي سُمَيرٍ | بِجَذماءِ اللِسانِ عَنِ الخَناءِ |
وَعابوني وَما ذَنبي إِلَيهم | سِوى عِلمى بِأَولادِ الزِناءِ |
إِذا ما عُدَّ مِثلُهُمُ رِجالاً | فَما فَضلُ الرِجالِ عَلى النِساءِ |
عَلَيهِم لَعنَةُ اللَهِ اِبتَداءً | وَعَوداً في الصَباحِ وَفي المَساءِ |
إِذا سَمَّيتُهُم لِلنّاسِ قالوا | أُولئِكَ شَرُّ مَن تَحتَ السَماءِ |
أَنا المُتَوَكِّلِيُّ هَوىً وَرَأياً | وَما بِالواثِقِيَّةِ مِن خَفاءِ |
وَما حَبسُ الخَليفَةِ لي بِعارٍ | وَلَيسَ بِمُؤيسي مِنهُ التَنائي |