أرشيف الشعر العربي

على حافة العالم

على حافة العالم

مدة قراءة القصيدة : 3 دقائق .

على حافة العالم

أرمق الكون

قاب قوسين من حافة الأرض

أشبك عينيَّ بالأنجم السائرات

و أحصي المسافة

كم آهةً في المسافة

بين يديك

و جرحي

دهران

سبعون ألفاً من الشهب

تثقب روحي لدى كل حلم

و أغنية للحنين

لدى كل حلم و أغنية للحنين

أحبك

ها أنذا

أتكوم في نفس تلك الحقائب

أحزم نفس المتاع

و أجمع نفس التصاريح

نفس الوثائق

عما قليل

أبلل نفس الوجوه التي ودعتني

سيلقفني جبل أشيب الرأس

يرقدني قرب قبلته

و يصلي على روحي الميتة

سوف يدفنني ذلك الحقل في دفئه

و يهيل عليَّ الفواكه

و الخضر الموسمية

يلتف حولي الصغار

و يُضحكنا كيف صاروا جميعاًَ

أطول مني

بعد قليل

سآوي إلى النوم

نفس الفراش القديم

تدغدغ جلدي برودته

سأغمض عيني

أعب من النوم ما فاتني

منذ دهرين

* * *

ليست الشمسُ كالشمسِ

ليست الشمسُ ألسنةً

من رماحِ الجحيمِ

تمزقُ وجهي

هنا الشمسُ

وجهكِ

بئرٌ من الودِ

يبسمُ في كلِ حينٍ

و يطليني عنبراً

و السماءُ جناحُ ملاكٍ كبيرٍ

يظلل جذع المدينة

(شبين) ..

أخيراً (شبين)

* * *

مازالت الساعة العاشرة

الطريقُ القديمُ

بساطٌ من المتعبين

تدب عليه العظايا

كما كان دوماً

وجوه تآلف معها العناء

صبر بليد تحنط بين الجفون

و لا وجه من بينها

مثل وجهك

تركض فيه العناقيد

ما زالت العاشرة

سأرتاد كل المقاهي

و أرقى إلى ربوة الراهب المسرحي

و أشرب شاياً

و أحكي حكايا

إلى أن تطل المواعيد من ساعتي

انتظرت طويلاً

و مازال يفصل بيني و بينكِ

سور الدقائق

ألمح وجهي

يركض

يدفع سيف الثواني

على مسرح الساعة المستدير

و ما زالت العاشرة

* * *

أحط أخيراً

على حافة الجسر

مستنفذ الأجنحةْ

و يحملني العطر

إذ يحتفي الشارع الـمستفيق

بخطوتها الياسمين

تغني على أولِه

أمُرُّ كما الضوء

من باب عينيك

يشملني موكب الشهد

في أول الفرحة الكاسحة

أعبُ الطريق القصير/ الثواني

"تعالي إلي

هلمي

ادخلي جلدي الآن

من قبل أن أتبخر شوقاً"

اصرخي بي:

"أحبكَ"

قوليها مرةً

و اقتلينــي

بوحي بها

قُبلةً واحدة

تُُملس عيناكِ وجهي

ُتملس عيناي روحك

أشرب كل كيانك في نظرةٍ

و أحبك

للمرة الأولى

في مكان محايد

* * *

(نداء)

"على السادة الذاهبين التوجه فوراً إلى سلم الطائرة"

* * *

اخترنا لك قصائد أخرى للشاعر (أحمد البربري) .


ساهم - قرآن ٢