هَل لِشبابٍ فات من مَطلب
مدة
قراءة القصيدة :
دقيقتان
.
هَل لِشبابٍ فات من مَطلب | أم ما بُكاءُ البائسِ الأَشيبِ |
إلا الأضاليل ومن لا يَزَل | يُوفي على مهلكه يَعصَب |
بُدّلتُ شيبا قد عَلا لمتي | بعد شَبابٍ حَسنٍ مُعجبِ |
صَاحبتُه ثُمَّت فارَقتُهُ | ليتَ شبابي ذاك لم يَذهبِ |
وقد أُراني والبلى كأسمه | إذ أنا لم أصلع ولم أحدَبِ |
ولم يُعرني الشيب أثوابه | أصبى عُيون البيضِ كالرَبربِ |
كأنما يومَي حَولٌ إذا | لم أشهَدِ اللَّهو ولم ألعبِ |
وقَهوةٍ صهباءَ باكرتُها | بجُهمةٍ والديكُ لم ينعَبِ |
وطامح الرأسِ طويلِ العمى | يذهبُ جَهلا كلما مَذهبِ |
كويته حين عدا طورَه | في الرأس منهُ كيَّة المكلبِ |
وغارةٍ شعواءَ ناصبتُها | بسابحٍ ذي حُضُرٍ مُلهبِ |
تراهُ بالفارسِ من بعد ما | نكّسَ ذو اللأمةِ كالأنكبِ |
وصَاحِبٍ نَبّهتُهُ مَوهنا | ليسَ بأناحٍ ولا جأنبِ |
أروعَ بُهلولٍ خميص الحشا | كالنَّصل ما تركب به يركبِ |
فقامَ وسنانَ إِلى رحلهِ | وجَسرةٍ دَوسرةٍ ذعلِبِ |
ومَربأ كالزُّجِ أشرفتهُ | والشمس قد كادت ولم تَغرُبِ |
تلّفني الريحُ على رأسهِ | كأنني صَقرٌ على مَرقَبِ |
ذاك ومَولي يمُجُّ الندى | قُريانهُ أخضرُ مُغلَولبِ |
قفر حَمته الخيلُ حتى كأن | نَ زاهرُهُ أُغشيَ بالزرنبِ |
جاد السما كان بِقُريانهِ | بالنجم والنَثرة والعقربِ |
كأنَّ أصواتَ عَصافيرِه | أصوابُ راعي ثَلَّةٍ مُحصبِ |
قُدتُ به أجردَ ذاميعَةٍ | عَبلِ الشوى كالصدع الأشعبِ |
فَرداً تُغنيني مكاكيّهُ | تَغنيَ الولدان والملعَبِ |