أبينت رسم الدار أم لم تُبينِ
مدة
قراءة القصيدة :
3 دقائق
.
أبينت رسم الدار أم لم تُبينِ | لسلمى عفَت بين الكلاب وتيمنِ |
كأن بقايا رسمها بعد ما حلت | لكالريح منها عن محلّ مُدَمنِ |
مجالس إيسارٍ وملعبُ سامرٍ | وموقد نار عهدها غير مزمنِ |
سطورُ يهوديين في مُهرقيهما | مجيدين من تيماء أو أهل مدينِ |
فدمعك إِلا ما كففت غُروبَه | كوالفِ بال من مزاد وميّنِ |
بكاء عليها كل صيف ومربع | كأديانه من عمرة ابنة محجنِ |
تبصر خليلي هل ترى من ظعائن | غدونَ لبينٍ من نوى الحي أبيّنِ |
تردّين أنطاكية ذات حُجةٍ | على شرعبي من يمان مُدهنِ |
جَعلن بليل وارِدات وهصتما | شمالاً ويمَّمن البديّ بأيمنِ |
فأضحت تراءها العيون كأنها | على الشرف الأعلى نخيل ابن يامن |
أو الأثأب العم الدري أو كأنها | خلايا عَدولي السَّفين المُعمن |
فجئن وقرن الشمس لم يعد أن بدا | فغبن إِلى حورٍ نواعم بُدّن |
وكور على أنماط بيضٍ مزخرف | مدينيّةٍ أوفى بها حجّ مسكن |
فقلن أقيلونا فقلن بنعمةٍ | لدى كل حذرٍ ذي ثقوب مزين |
يطالعننا من كل خمل وكلّةٍ | بمخضوبة حُمس لطاف وأعيُن |
ألم يأتها أن قد صحوت عن الصبا | وآلت إِلى أكرومةٍ وتدين |
وفارقت لذات الشباب وأهله | كمفرقة غاد مشيم ميمن |
وذي نسب دانٍ تجلدت بعده | على رُزئه ورزؤه غيرُ هيّن |
كريم ثناه تمطر الخير كفه | كثير رماد القدر غير ملعَّن |
غدا غير مملولٍ لديّ جماعةٌ | ولا هو عن طول التفاخر ملّني |
وحَسرة حزنٍ في الفؤاد مريرة | تخيَّبتُها والمرءُ ما يغش يحزن |
ونخوةُ أقوام عليّ درأتها | بسطوة أيدٍ من رجال وألسن |
وندمان صدقٍ لا يرى الفحش رائجاً | لديه لمخزون المدامة مدمن |
بكرت عليه والدجاج مُعرسٌ | جثومٌ وضوءُ الصبح لم يتبين |
فظلت تدور الكأس بيني وبينه | إذا هي أكرت قال صاح ألا أنثني |
فرحنا أصيلاناً ترانا كأننا | ذو قيصر أو آل كسرى بن سوسن |
وغانيةٍ قطعت أسباب وصلها | بحرف كقوس الهاجري المضيّن |
تكاد تطير الرحلَ لولا نُسوعهُ | إذا ثفنت إِلى القطيع المُقرَّن |
كأن قُتودي حين لانت وراجعت | طريقة مرفوع من السير لين |
على وَحدٍ طاوٍ أقرّت فؤاده | كلابُ ذريح أو كلابُ ابن مِيزن |
وكأن مُهري ظلَّ ثم مخيلاً | يكسو الأسِنّةَ مغزةَ اللّجان |