كأني أُطالبُ بالمستحيلْ :
مدة
قراءة القصيدة :
دقيقتان
.
يغادرنا القادمون على " السُرفاتْ" | يعود المزارعُ للحقلِِ | والطفل للدفترِ المدرسيّ | تعودُ الحياة ْ | طبيعية مثل طين الفراتْ | وأن لا يعود العراقُ | سرير الطواغيتِ | أو | ساحةً لخيول الغزاةْ | … | كأني أشذُّ عن القاعدهْ | فأحلمُ بالمستحيلْ : | يضيءُ الحبورُ البيوتَ | ويغدو النخيلْ | مآذنَ مُشرعةً للهديلْ | … | تذكرتُ | مَنْ لي بنبضٍ | يعيدُ الرفيفََ لهذا الزمانِ القتيلْ؟ | أين ستهربينَ من حبي | أين ستهربينَ من حبي؟ | تمنَّعي عليَّ | أطعمي اللهيبَ كلَّ ما بعثتهُ اليكِ | من شعرٍ.. | وما رسمْتُهُ بريشةِ الصَبِّ | وسافري حيثُ تشائينَ | بعيداً عن تضاريسي | وعن رَكبي | لا بدَّ في نهاية المطافِ أن تكتشفي | أنكِ تمشينَ على دربي ! | إنَّ الدروبَ كلّها | تُفضي الى قلبي ! | ***** | سيدةِ النساءِ يا مسرفةَ الرعبِ | لا تَذْعَري إذا سمعتِ مرَّةً | بعد انتصافِ الليلِ صوتاً | يُشبهُ النقرَ على الشباكِ | أو هَسْهَسْةَ العُشبِ (*) | لا تذعري | يحدثُ أحياناً إذا حاصرني الوجدُ | وألقى جمرةَ السُهادِ في هُدْبي | يهمسُ لي قلبي: | قمْ بيْ لأطْمَئنَّ أن زهرةَ الريحانِ | في سريرها الرَحبِ | تغفو على وسادةٍ من أَرَقي | قمْ بي ! | ***** | (*) الهسهسة: الصوت الخافت كصوت حركة الحلي وما شابه ذلك | |