من رماد الذاكرة
مدة
قراءة القصيدة :
دقيقة واحدة
.
على ما يذكرُ الآباءْ | إنَّ الارضَ كانت غير ضَيِّقَةٍ | وكان الماءُ أعذبَ | والرغيفُ أَلَذَّ | والأعشابْ | أكثرَ خضرةً... | حتى فاتناتُ الأمسِ | كُنَّ أَرَقَّ... | والخيلُ القديمةُ | لم تكن تُرْخي اللجامَ لغيرِ فارسِها... | ولا كان الجبانُ يصولُ في الميدانِ... | والأغرابْ | لا يتَحَكَّمونَ بقوتِ ذي سَغَبٍ | وَنَبْضِ رقابْ.. | وَيَقْنَعُ بالقليلِ من القطيعِ الذئبُ | لا كذئابِ هذا العصرِ... | و«الخيش» و«الجُنفاصُ» | أذكرُ أنَّ أُمي حَدَّثَتْني عن بيوتٍ | دونما أبوابْ | وتقسمُ أَنَّ جاراً | قد أضاعَ شُوَيْهَةً يوماً | فَعادَتْ بعد عامٍ خَلْفَها حَمَلٌ | يقودهما فتىً سألَ المدينةَ كلَّها | عَمَّنْ أضاعَ شُوَيْهَةً يوماً... | على ما يذكر الآباءْ | كان الناسُ | لا يَتَلَفَّتون إذا مشوا في السوقِ | أَنْعَمَ من حريرِ اليومِ | او | خرجوا من المحرابْ | *** | على ما سوفَ يذكر بعدنا الأبناءْ | إنَّ الأرضَ | أضيقُ من حبال الشنقِ في بغدادَ | والماءَ الفراتَ له | مذاق الصّابْ.. | وانَّ الجارَ يخشى جارَهُ | وتخافُ من أجفانها الأهدابْ | *** | |
اخترنا لك قصائد أخرى للشاعر (يحيى السماوي) .