أرشيف المقالات

2تدبر آية من القرآن
قال سبحانه وتعالى: ﴿ أَتَسْتَبْدِلُونَ الَّذِي هُوَ أَدْنَى بِالَّذِي هُوَ خَيْرٌ ﴾[1] بعض الناس يميل إلى السفاسف، وتستمرئ نفسه الدنيء، وتستعذب المر.. وتستحسن القبيح، ولا تستسيغ العذب الزلال، ولا تستطعم الهنيء المريء، ولا تستشعر الجمال. وصدق القائل: وَمَنْ يَكُ ذَا فَمٍ مُرٍّ مَرِيضٍ ♦♦♦ يَجِدْ مُرّاً بِهِ الْمَاءَ الزُّلالا   لا شك أنه مرضٌ....
نعم مرضُ الخسةِ والدناءةِ! والعجيبُ أن مَنْ يُصَابُ بمثل هذا المرض لا يشعر به ولا يشفى منه، يُذَكَّرُ فلا يَتَذَكَر، ويُوعَظُ فلا يتعظ، ويُخَوفُ فلا يرعوي.. كان هذا حال بني إسرائيل تميل نفوسهم إلى الدنايا، وتشمئز من المعالى.. فإياك أن تكون منهم، واحذر أن تسلك سبيلهم. بقي أن نعرف أن الخير كل الخير في امتثال أمر الله تعالى واجتناب أسباب سخطه. وأن الدناءة كل الدناءة في تعدي حدوده وانتهاك حرماته. اللهم إنا نعوذ بك من مضلات الفتن.


[1] سورة الْبَقَرَةِ: الآية/ 61.