رحيل آخر ..!
مدة
قراءة القصيدة :
3 دقائق
.
هَــيَّــأْتُ مــن زَمـــَنٍ وَقـــــــودي | لِلَـظـــاكِ … مـن رَنــــْدٍ وَعـــــودِ |
وَسَـأَحـْطـِبـَنَّ لـــكِ الضــلـــــوعَ | إذا سَــعـَيــْتِ إلى مــــَزيـــــــــــدِ |
لـســـــتُ البـخـيـــــلَ وإنْ رثــى | جَــمــْرُ الضـنـى بسـتـــانَ جودي |
ثَــــــرٌّ ومـــــا مــلـكـــتْ يــدايَ | ســـوى جُـــفـــــاء مـن حـَصـيـدِ |
تَـــرَك الـزمــــــــانُ بـِمـَفــــــْرقي | زَبـــَدَ السـنـين .. وفـوقَ فــودي |
مــــا لـلـسـنـينَ تـَمـــــــــُرُّ بــــي | ثَــكـلى بــمـيــــلادٍ وَعـِيـــــــدِ؟ |
فـــــاذا شَـــــــدَوْتُ وَجـــَدْتـُـني | مُـــدمــى الـــجوارحِ في نشيدي |
وإذا اصْــطـَبـَحْتُ فَمِنْ صَـــدَىً | وإذا اغْـتـَبـَقـْتُ فـَمـِنْ وُعــــــُودِ |
عَجَبــــــاً عليَّ ! شَبِمـــــــْتُ في | جَـمـْري .. وأحْـرَقـَني جليــدي |
أَفَكُـــلمــّا كـَـتَمَ الفــؤادُ الـــــ | سِـــرَّ يـَفـْضَحـُهُ قـَصيـــــــدي؟ |
عُريـــانُ إلاّ مـن ثـيـابِ الــــــ | شـــوكِ بـستــانُ الشريـــــدِ ! |
لــــو تـَســْتـــُرِيـــهِ بـِبـْـــــردَةٍ | من عشبِ واحتِكِ النَضيــــــد |
عَهَـــدَتْ إليـــــكِ بـضـوئـهــا | مُــقَـلي …فــَصـَوْناً للعهـــــودِ |
زهــــراءُ جـئـتـُكِ أستـجــــيرُ | ولســـتُ بالـدَنـــِفِ الفـئـيــدِ |
دربـــي إلـيـــــــكِ مـُعـَبـــــَّدٌ | لــكنْ بأحـجــــــارِ الصــدودِ |
وبــداجـيــــاتٍ لم تـُنـــــــــــَرْ | إلاّ بِـبــَرْقٍ مــن رعـــــــــــودِ |
فـــإذا مـــَشَــيــــْتُ فَرِحْـــلَةٌ | أخــرى إلى منـفىً جـديــــدِ! |
وإذا وَقَـفـْتُ فـَقـَـــدْ غـــــَدا | مـن دونـمـا معنىً وجودي ! |
سَيْفــــــانِ …أَيُّهمـــا سأتركُ | تحت شَفْرَتِـهِ وريـــــدي ؟!! |
| |
وَحَزمْـتُ أمـتـعـةَ الطــريقِ : | حُطـــامُ مـُغـْتـَرِبٍ وَقـِيـــــْدِ |
ما نَفْـعُ سيـفِ "ابن الولـــيدِ" | بغيرِ حَزْمِ " أبــنِ الوليـــدِ "؟ |
دَعْني …متى مَنَــعَ الـــــمــلامُ | رحيـــــلَ بـَحّــارٍ عـنـــيـــدِ؟ |
الأرضُ ضَيِّــــقَةٌ .. فأيــــنَ – | أَفــرُّ من عَسَــفِ الـقيــــودِ؟ |
وَطَّـنـْتُ قـلـبي في هـــــــواهُ | مــهـاجـراً عـن كـلِّ غـِيــــْدِ |
مُـتـَرَقـِّبـاً عـَسـَلَ الـوعــــودِ | فَـصـَبَّ لي صـابَ الوعيــــدِ |
قـلـبي أنـا وطـنُ الـــــــهوى | ووجـوهُ أحـبـابـي حــدودي |
لســـتُ الـمـُعـَنـّى بـالعـيـــو | نِ الضاحكاتِ وبالقـــــدودِ |
ومـبـاســمٍ فـــَجَّ الـعـبـــــيرُ | بهـــا وفـاضَ على الــخدودِ |
ونُعــاسِ جـَفـْنٍ يَسْتــَفِزُّ الــ | صـحـوَ في أوتــــارِ عـــُوْدي |
وَسَـــوادِ لـيــلِ الـمـقـلتــينِ | وَهُــدْبِها … وبيـاضِ جِيــــْدِ |
لكنَّـــهُ حــَتــْمُ الـمشــــوقِ | لِوَصـــْلِ فـاتـنـةٍ نـَجـــــــودِ |
وسنــاءِ قنـديـلِ العفــــــافِ | يُضــئُ في زَمــَنِ الـجحــــودِ |
أنا والهوى : ضِفتــــانِ مــن | نهرٍ يُضاحــــِكُ رمـلَ بِيــــْدِ |
| |
كنتُ القريبَ وما وَصَـــلْتِ | فكيفَ وصــلُكِ للبـعـيـــدِ؟ |
يا مَنْ حَطَبْـتِ النـخــــلَ في | بستانِ عاشقِكِ الطريـــــــدِ |
لا تحطبي مــا قــَدْ تَبــــــقّى | في سـهــوبي مــــــــن وُرُود |
أضحى طـريـفـي لوعــــــــةً | حَيرى ...وفاجـعـةً تليــديِ |
زهراءُ لو تـدريــن مــــــــــا | حالُ الشريدِ فتى "الرشيـدِ" |
ثَقُلَ السؤالُ: لمَ الرحـيـــــلُ | وأنتَ في البيتِ الرغـيــــدِ؟ |
مــاتَ الـــجوابُ على فمي | وأغتالَ فيصـــــــلُهُ ردودي |