كأنما شمْعـة الرقـرَاق
مدة
قراءة القصيدة :
3 دقائق
.
سلا أمن عمرها عمري الذي رحلا | أم أنني وتـرٌ منها بما انسـبـلا |
أم نمنمات الندى نامت على شفتي | حتى إذا ما صحت كان الهوى قبلا |
أم غمغمات عصيّـات صواحبها | مقـطعات يـدا ما هـمّ واشتـعلا |
مني الكـلام وأنسـاني منـادلـه | مـاء الرئـيِّ على أعتـابه ابتهلا |
أم أنني، وحميّـاهـا مؤانـسـة ، | يـكاد يـكتبـني رقـراقـها جذلا |
أم أن عمري، على أسوارها، خبر | كأن تـاريـخها منيّ إذا اعتـدلا |
ولا عـتوّ فللتـاريخ مـئـذنـة | إذا ســلا تـتسامى للعلى مـثلا |
أم أنـني لـم أقـل إلا لوامحهـا | والعـمر يمرح بي حلا ومرتـحلا |
أم أنهـا أولتـني في قـصيدتهـا | عن الليالي و عن سار وما انتـقلا |
أم كانت الكلمات البيض هدهدنـا | إلى الكلام وما قـلنا ولا ارتـجلا |
أم هـذه حلـة تـلغو بـسانـحة | تـثـغو بـبارحة ما بارحت حللا |
أم تلك سـائحة، بين المها، حورًا | والحسن يشهق ما وافى ولا ارتحلا |
أم أنه السـرّ، والمابـيْنُ مروحة | من العيون، وجسـر عابث أمـلا |
أم الليـالي تبث النجـم سكرتهـا | كما لـياليـك إما قرطـها انسبلا |
كمـا الجنون .. وجيد من جداوله | اللميـاء يعطو إلى مرآتهـا ثملا ؟ |
كأنني أبـذل الإيقـاعَ راحـلـتي | أنـا لأبـقى رهين الماء ما اتصلا |
كـأنني شـمعة التاريـخ بسملـة | والـريح تعول لا يأتي لها بـدلا |
والريـح تعوي وللمابـيْن أهبتـه | والليـل يسـرج من قنديله سبـلا |
كأنما شمـعة الرقـراق خاشعـة | حيـن التـداني بما يهتاجني رسلا |
كأن بـيني وبـيني ألـف ليلـتها | وشـهرزاد تمد الليـل ما انفصلا |
كأن صبحـًا جرى جرحـًا تنفسه | فمال بالبـارقات الخضر ما اعتدلا |
وقال لي: أينـا يا صاحبي لـغة ؟ | وأينـا بـاذل بوحـًا وما بـذلا ؟ |
وقال لي : طـلل يا صاحبيّ قـفا | حتى نكـون على آثـاره طـللا |
فقلت : تلك مـسـافات مسافـرة | في اللانهايات تسقي بعدها مـطلا |
وتـستحث إلى جامـورها بـددًا | من الخطاب لتلوي بالرؤى جـدلا |
وتلك إثـفـية مـا زال موعـدها | سهـران بالجمرة العيناء ما اشتعلا |
ما زلّ حتى تـوارى عن مباذلـه | حين استوى، من حُميا بذله، حلـلا |
وقلت: يا صاحبي .. أوقاتـنا نبـأ | .. بلقـيس تكتم عنا القول والعذلا |
بـلقـيس تأخـذ منا ما يسـاورنا | من الليـالي كأنّ الليل ما اتـصلا |
بلـقيس والساق والأوراق ساحبـة | أوراقـها والـذي عن طيفه رحلا |
والشمس والكأس والرقراق يجذبني | إلى المتاهـات محمـولا ومحتملا |
والطرس يسألـني من أيما جهـةٍ | تأتي الكـتابة محـوًا كلما سـألا |
والأمس يسبـقني من حيث أعبره | لكي أرانـي على أسـتاره وجـلا |
بلقيس والورق المسبيُّ .. ذاك دمي | والسارقات قصيـدي حينما اعتدلا |
وذاك من قافـياتي شبه سيـرتهـا | أنـا وما ساجل الرقراق واحتفـلا |
لمن أقول : سـلا دنـيا مساجلـةٍ | من العيون، و.. قلبي شمعة جذلا ؟ |