تلك المنازل
مدة
قراءة القصيدة :
دقيقتان
.
تلك المنازل ... كيف حال مقيمها | إنّا قنعنا بعدها ....برسومها |
تمشي على صور الطيور لحاظنا | نشوى ، كمن يصغى إلى ترنيمها |
و نكاد نعشق في الأزاهير الدمى | أزهارها ، و نحسّ نفخ شميمها |
نشتاقها ، في بؤسنا و نعيمنا | و نحبّها ، في بؤسها و نعيمها |
لولا الخيال يعين أنفسنا لمّا | سكنت ، و لم يهدأ صراخ كلومها |
و لكان شهد الأرض في أفواهنا | و هو اللّذيذ أمرّ من زقّمها |
يا حاملا في نفسه و حديثه | أحلام أرزتها و لطف نسيمها |
حدّث بنيها شيخهم و فتاهمو | عن ليث غابتها و ظبي صريمها |
خبّرهم أنّ الكواكب لم تزل | تحنو على العشّاق بين كرومها |
ما زال بلبلها يغنّي للربى | و السّحر تنفثه لواحظ ريمها |
و الريح تلتقط الشّذى و تذيعه | من شيحها طورا و من قيصومها |
و هضابها يلبسن عسجد شمسها | حينا ، و أحيانا لجين نجومها |
و الفجر يرقص في السهول و في الذرى | متمهّلا فتهشّ بعد وجوهما |
إن بدّلت منها التخوم فإنّها ما | بدّلت و الله غير تخومها |
حدّثهم عن ليلها و نجومها | و عن الهوى في ليلها و نجومها |
و عن الشّطوط الحالمات بعوده | للغائبين ، و رجعة لنعيمها |
و عن الروابي الشاخصات إلى السما | ألعالقات رؤوسها بغيومها |
فكأنّها سحب هوت من حالق | ورست على وجه الثّرى بهمومها |
و عن الحياة جميلها و قبيحها ، | و عن النفوس صحيحها و سقيمها |
و عن الألى ملكوا فلم يتورّعوا | عن سلب أعزلها و ظلم يتيمها |
و عن الثعابين التي في أرضها ، | و عن الذئاب العصل خلف تخومها |
ألجاهليّة ، آه من أصنامها | بوركت ، يا من جدّ في تحطيمها |
و الطائفيّة أنت أوّل معول | في سورها ، ثابرعلى تهديمها |
حتّى تعود وواحد أقنومها | و يحلّ روح الله في أقنومها |
قل للشبيبة أن تبين وجودها | و تعزّ أنفسها بهون جسومها |
كم ذا تشعّ و لا تضيء علومها | سرج الظلام إذن جليل علومها |
يا واحد منها يحمّل نفسه | آلام عانيها وليل سليمها |
إن أكرمتك نفوسنا في ليلة | فلكم قضيت العمر في تكريمها |