الحلم على ساحل المتوسط
مدة
قراءة القصيدة :
دقيقتان
.
ليل القاهرةِ دروبٌ باردةٌ | خاليةٌ من خطوات الناس سوى خطوى | وسماءٌ مظلمةٌ | وبقايا سحبٍ ترحلُ نحو الغرب شريدةْ | كان الوعد مُطِلاًّ في الآفاقِ | وكانت أشجارُ الصَّفصَافِ تُبعثِرُ أورَاقاً | والريحُ تُرَتِّلُ لَحناً من أحزانٍ | وشوارعُ قاهرتى لا تسأمُ ترديدَهْ! | كنت وحيداً ... | أمضى خلف طيوف الحلم الغائب | كانت أقمارُ الشَّجنِ الوَضَّاءَ وحيدهْ ! | وخديجةُ تمشى الآن على ساحل "وهران" | تُسِرُّ لأمواج المتوسط عن فارسها الغائب منذ سنين | حتى يركض بجوانحها الوجد | فتتمرد تنهيدةْ ! | وحدي أخترت السلوى و الأحزان | وخديجةُ منذ بزوغ الحلم اختارت أن يكتمل | إلى أن يلقى نهار عيدهْ ! | هى غائبةٌ عَنِّى الآنَ | بوجهٍ صاغ الفجرُ ملامحَهُ | وعيونٌ يركض فيها الصحو | وشفاهٌ تمطر هذا الكون أناشيداً | فتخر النايات شهيدة! | وأنا أتجول في ملكوت الوحدة ... | أحلم بالفردوس الضائع | أسأل: كم سنة ستمر لكى نتلاقى | كم يتبقى كى تتلامس هذى الأيدى | أو كى ترحل من عينيك إلى عينىَّ قصيدة ؟ | أفقٌ يمتدُ بحجمِ الحُزنِ أمام خطاى | وفضاءٌ ممتلئٌ بترانيم الوجد السابح فى الأفلاك | وتراتيلِ العِشقِ الزاخرِ | وأناشيده ! | كيف يكون العالم | حين يمر العمر العاشق | دون نداءِ عذبِ يسطع... | أو تغريدةْ ؟! | |
اخترنا لك قصائد أخرى للشاعر (حمزة قناوي) .