جاء يومٌ به لا تجوز الشفاعةْ ! |
المدينة غارقة فى عويل الذهول |
البيوت تدك.. |
وتهوى تراباً بسكانها |
المآذن تسقط فى مشهد الهول فوق المؤذن |
حين مضى يستحث الذين يفرون فى هلع لصلاة الجماعةْ ! |
والجموع التى تركض الآن ذاهلةً وسط هذا الجحيم |
تمد العويل تجاه السماء |
وترفع أيدى الضراعةْ. |
تستغيث : النجاة النجاه |
(النجاة التى لم تعد مستطاعه!) |
--------------------------- |
قال لى صاحبى:- |
"إنه أول الحشر فانج بنفسك " |
لكننى كنت أصغى لصوتٍ يرن بأعماق روحى |
ويدفعنى أن أظل بقلب المدينة |
أشهد آخر أيامها فى استعار الجحيم الذى |
يستزيد اندلاعهْ ! |
من لهذى المدينة فى ذلك اليوم إلاى ؟ |
إلا المغنى الذى طاف فى دورها |
عاشقاً يتغنى بأفراحها |
ثم يدمع باللحن إن حزنت؟ |
من لها. |
وأنا بعت قيثارتى |
كى أجىء بحفنة قمح لأطفالها |
فى سنين المجاعه! |
"انجُ يا صاحبى"! |
قال لى |
ثم غاب رفيقى بين الجموع التى تتلظى |
وغاب وداعه! |
كان دمع يطل بعينىَّ مرتعشاً |
وأنا واقفٌ عند حافة موتى |
محتضناً كل ما قد أراه أمامى |
قبل الوداع الأخير . |
الحرائق تشعل فى المكتبات -الحدائق -دور العبادة - |
قصر كبير القضاة- الدواوين -منزل محظية الملك الذهبى- |
السجون -الحوانيت -(أغلى بضاعتها)- |
قصر والى البلاد. |
(ظل طيلة عامين يعلى متاريسه وقلاعهْ!) |
اَه .. ها هو موت المدينة |
هذى قيامتها |
من سيجهر بالحق فى ذلك اليوم |
يعلى شهادته.؟ |
أأنا ؟!! |
كيف هذا .. |
ومن أين لى بالشجاعةْ ؟ |
كنت دوماً أشير لما أبتغى قوله |
خلف أوتار قيثارتى ! |
كنت أخفى الشهادة خلف الغناء |
أثور إذا جعت |
أو طالنى العرى والذل قهراً |
وأمسى ملتحفاً خلف أغنيتى |
بقناع القناعةْ! |
---------------------- |
ها هو الهول يأتى لهذى البلاد التى |
قد أذلَّت بنيها |
ونامت على الظلم متخمة بالشراب. |
فوداعاً لهذى المدائن فى موتها |
عله البعث لا الموت |
يقبل فى سمته خلف هذى القيامة مستتراً |
فوداعا لها ولكم. |
آن أن يستعيد المغنى الذبيح قصيدته وقناعهْ! |