فى تيه الفردوس الضائع
مدة
قراءة القصيدة :
دقيقتان
.
كنتُ وحيداً | أتجوَّل فى هذا التيهْ | أبحثُ عن أقمارٍ فرَّت من آفاقى | عن أزهارٍ كبَّل مَطلعها الإمحال | وعن غيماتٍ | كانت تُمطرُ فوقى نَغماً | لأغُنيَّهْ | كنتُ وحيداً أبحثُ عَنكِ | فوق مروج العُشب اليانِع داخل قلبى | تحت سماءٍ من فيروز | حين تَدَفَّقَ نهر الذكرى | يغمُرُ روحى | يبحَثُ فى أطياف غيابك عن واديهْ | غطَّى صحو سماء الحُلم | هلالٌ أسود | يسحَبُ هذا الضوء الراكض فى عينىَّ | ينزفُ فوقَ شروقى وعداً بالإظلام | يغمُرنى فى قلب الرُّعب | ينبئنى برحيل الحُب | ومُغادرة الحلُم الغائب | كى أبكيهْ ! | ......................... | كنت وحيداً | أرحلُ فى فردوس الحزن لأبحثَ عنكِ | ألمس صوتك | حين يعاود معزف همسك هذا الرجعْ | يبزغ وجهكِ فى آفاقى | صافٍ | مثلَ نقاء النبعْ | يرفُلُ حولى فى تحنانٍ | فأناجيهْ | كانت تدمع فى قلبى كل الأَشياء | تتفتَّح ذاكرة العِشق | وتمنَحُ قلبى حزن العالم | ومراثيهْ | وأنا أعرفُ أن مجيئك | أبعدُ من آفاق الحُلمْ | أنى أركض خلف الذكرى | مُمتطياً صهوات الوهم | مَشدوداً بجنون الرغبَة | مُشتعلاً بلهيب ضياعك | وأنا أعرِفُ أنكِ ترتحلين بَعيداً | خارج كل حدود الوَقت | يرحل وجهُكِ خلف سماءٍ دون شُموس | نحو فصولٍ | لا يسكنها غير البَردْ | أعرفُ أنكِ ترتحلينَ | فأخرُجَ من أبهاء الحُلم | وأنسَى قهراً أجمل وَعد | راحَ يزف سمائى يوماً للإشراقْ | حتى يُطفَأ نورٌ زاهٍ | أشعَلَ يوماً نبض القلب.. | لتهوى أسراب أمانيهْ! | ............................. | كُنتُ وحيداً.. | أتجولُ فى هذا التيه! | |
اخترنا لك قصائد أخرى للشاعر (حمزة قناوي) .