أرشيف الشعر العربي

مَكْرُ الشِّفــــاه

مَكْرُ الشِّفــــاه

مدة قراءة القصيدة : دقيقتان .
مَكَرَتْ شِفاهكِ ,, حاولتْ إغرائي ويْلُمِّها من خِبرتي , و جَفائي
ويْلُمِّها من سِعّتي و شَسَاعتي و من اِتّساع شواطئي , و فضائي
و من اِنكساري كلّما جاريْتُها في ضِحكة مكتظّة الأصْداء
و من اِمتداد اللّيل في أجزائها و ضياعنا في روعة الأجزاء
أنا أقرأ الآيات من شُرُفاتها في صمتها المكتظّ بالإيحاء
و أعانق النّهر الكبير كجدْولٍ يهفو لضمِّ الزُّرقة المِعطاء
أستمهِل الأيّام , أرغب بُطأها فتُخالف الأيّام في الإبطاء
العابرون على ضِفاف سحابتي و الواقفون على سفوح عُوائي
و الرّاكضون من الوريد إلى الوريد , يُمتِّعون صباحهم بشقائي
مازال عمرٌ للحنين , و غيره في الإنتظار , فما يكون عزائي
إنْ لم تكنْ لي موجة في ساحلي أوْ لمْ تكنْ لي نجمة بسمائي
أو كيف أعبر بين شاطئ دفتري و شواطئ الإغراء و الإغراء
و ألمْلِم الأيّام من تَوَهَانِهَا و أرتّبُ التّوَهان في الأشياء
و أعلّم الفرح الغريب ببابها سُبُلَ العُبور لِتَلّة الإبكاء
و أراقص الرّنات في ضحكاتها و أُلامِس الآلام في الأحشاء
أنا أكتم الدّنيا سَواد حبورها و أنمِّق الإخفاق بالإطراء
لو كنتُ أفضح ما تقول بصمتها لفضحتُ بعض صبابتي و رجائي
هي دعوة للعشق تعبرُ جبهتي فألوذُ منها بالسّحيق النّائي
الأمس علّم جبهتي أنْ تنحني و الأمس أجَّلَ فرحتي لِورائي
و الأمس علّمني اِختصار مواجعي و الأمس لَوَّثَ صفْوتي و نقائي
آمنتُ بالعشق الكبير و إنّما أخشى عليه مواجعي , و بُكائي
الآن أكبرُ حتّى تبلغ قامتي قِممَ القصائد في صفاء الماء
و الآن أحمِلُني انفجارًا رائعًا تحتارُ فيه شفاهُك ,, و جفائي
و الآن أرقدُ في شِفاهك نغمةً لن تُعْلنيها طلقةً بدمائي

العيون :2004.07.17

اخترنا لك قصائد أخرى للشاعر (عبدالقادر مكاريا) .


فهرس موضوعات القرآن