ذكريات و ذاكرة متعبة |
علمتني الليالي ركوب الصعاب |
و ترك الرذائل للهمم الخائبة |
جئت قبل مجيء المنابر |
و اخترت قرض القريض |
على المهن الرابحه |
ربما ، لم أكن ناجحا دائما |
إنما هذا أنا |
أتعرى إذا استتر الناس |
و أستر نفسي |
إذا الناس بانت لهم |
موضة فاضحه |
عائما في المدى |
جئت من زمن اللاكلام |
أفتش عن منفذ للصدى |
أتعبتني السنون التي ركبتني |
تحولت من جثة لا تموت |
إلى جثة تتمنى الردى |
ثم أسألني : ما نكون غدا ؟ |
أستطيع تصور خاتمة الكون كيف تكون ! |
ليس هذا جنون |
أنا في البدء حرف |
و في آخر الأمر أنا أول الراشدين |
هكذا في الكتب |
لست فيكم نبيا |
إنما هاتكا للحجب |
أتبين ما دُسّ بين السطور |
و أقرأ خافيات الصدور |
مثلا : |
أنت تحلم بالعيش في أستراليا |
و أنت تفكر في قتل زوجتك الخائنة |
و أنت الجميلة سيدتي |
وقارك يخفي مغامرة ماجنة |
بعت أكثر من رجل للخراب |
و احترفت الزنا |
و أنت و أنت ،، و أنت و أنت |
كلكم غارقون ! |
من الممكن أن لا أكون أنا الطاهر الفرد |
في ذا البلد |
غير أني صدوق |
أتذاكر في خجل بعض شعري |
و أعشق في صدق قيس |
و أحقد في قوة الشنفرى |
و اسألوا: ما أرى ؟؟ |
أرى مدنا تستعد لأكل بنيها |
و أخرى سيجرفها السيل للمقبرة |
أرى امرأة تتزين في طمع للرجال |
و كل الرجال تحركهم شهوة عابرة |
أرى شاعرا يلبس الخزي تيها |
و آخر يمضغ في ألم محبرة |
أرى وطنا بعد عز |
يحوله أولاده مسخرة |
يا شعوب القرى |
تشرق الشمس لكم |
ينبت القمح و البن من أجلكم |
هذه الأرض أغلى |
و هذي الدماء تعاويذنا الطاهرة |
بايعوا من أردتم |
إنما بايعوا قبل هذا قلوبكم الخيرة |
الجموع التي لا تهز الجبال |
من الأفضل أن تستلذ الكرى |
هل أقص لكم قصة القبرة ! ؟؟ |
نسجت في سقف بيتي إقامته |
باضت البيض |
صار لها كذا فرخ |
تروح و تغدو |
لتملأ أبطنها بالذرى |
كل فرخ نمى ريشه |
راودته فكرة أن يتخلص من أمه الآمرة |
ذات فجر تطاير طين الإقامة في غرفتي الفاخرة |
و أفقت على صوتها |
تتخبط في ألم بالثرى |
ماتت القبرة ! |
و الصغار تطاير ريش الضعاف |
و كل يريد مكانتها الآمرة ! |
ما أرى ! ؟ |
أنا لو كنت غيري |
لفجرني الغيظ |
فجر في ، كبدي المبصرة |
أتبين بين الوجوه |
وجها أحبه أكثر من أي شيء |
و وجها يحولني جرة خاوية |
إنما لا أتبين في كل ذا وطني |
و أبصر في الأفق زيتونة تحترق |
و أمد يدي في الغسق |
كلنا من علق |
أنا لا أتميز عنكم سوى أنني |
ألمح البرق خلف الشفق |
و أرى الرعد آت |
أرى ما تظنونه بي شبق |
و أحذِّركم |
ذا أوان قطاف البلح |
فاحذروا أن تمدوا أياديكم |
غير للحب أو للفرح |
و احفظوا القاعدة : |
بيضكم لا تحطوه في سلة واحدة |
و اسمعوا : |
لا تموتوا من الجبن |
فالله لا يرحم الجبناء |
صفقوا و امرحوا |
كلما وردة فغرت ثغرها للهواء |
وطني رائع |
رغم هذي الدماء |
---------- |
الجزائر:24/12/94 |