لا تزيديه لوعة
مدة
قراءة القصيدة :
دقيقتان
.
لا تزيديه لوعة فهو يلقاك | لينسى لديك بعض اكتئابه |
قربي مقلتيك من وجهه الذاوي | تري في الشحوب سر انتحابه |
و انظري في غصونه صرخة اليأس | أشباح غابر من شبابه : |
لهفة تسرق الخطى بين جفنيه | و حلم يموت في أهدابه |
** | |
و اسمعيه إذا اشتكى ساعة البين | و خاف الرحيل- يقوم اللقاء |
و احجبي ناظريه, في صدرك المعطار | وعن ذاك الرصيف المضاء |
عن شراع يراه في الوهم ينساب | وموج يحسه في المساء : |
الوداع الحزين!! شذى ذراعيك | عليه على الأسى والشقاء |
** | |
حدثي حديثه عن ذلك الكوخ | وراء النخيل بين الروابي |
حلم أيامه الطوال الكئيبات | فلا تحرميه حلم الشباب |
أوهميه بأنه سوف يلقاك | على النهر تحت ستر الضباب |
وأضيئي الشموع في ذلك الكوخ | وإن كان كله من سراب |
** | |
كلما ضج شاكيا في ذراعيك | انتهاء الهوى صرخت انتهارا |
فارتمي أين يرتمي صدره الجـ | ـاش حزناً وحيرة وانتظارا ؟ |
اغضبي وادفعيه عن صدرك | القاسي وأرخي على هواه الستارا |
أوصدي الباب خلفه.. واتركيه | مثلما كان.. للدجى والصحارى ! |