ارتفاع .. وانحدار
مدة
قراءة القصيدة :
3 دقائق
.
أمَّا أنا. فقد انْتَهَيْتُ | وما أُؤَمِّلُ في الرُّجوعْ! |
فلقد سَئِمْتُ من النَّزُولِ | كما سَئِمْتُ من الطُّلوعْ! |
ولقد سَئِمْتُ من الظَّلامِ | كما سَئِمْتُ من السُّطُوعْ! |
حتى الحياة سَئِمْتُها | وسَئِمْتُ من حُلْوِ الرُّبُوعْ! |
الخَوْفُ من هَوْلِ المصِيرِ | يَدِبُّ ما بَيْنَ الضُّلُوعْ! |
لا لِلأُصُولِ أحِنُّ من سئمي | الكئيبِ. ولا الفُروعُ! |
أطْفِىءْ شُموعَكَ إنَّني | أَطْفَأْت يا زَمَني الشُّمُوعْ! |
جاءَ الحَبيبُ فَقُلْتُ يا جُنَّي | لقد ماتَ الوَلُوعْ! |
فأنا العَيُوفُ من الهوى | ومن الفُتُونِ. أنا القَنُوعْ! |
فإذا رأيْتُ الفاتِناتِ | فلا أَنِينَ. ولا دُمُوعْ! |
وأَشْحْتُ عن دُنْيا الغَرامِ | فلَنْ تَرَى مِنَّي الخُضُوعْ! |
فَقَدِ احْتَمَيْتُ من السِّهامِ | المرهفات بما اقْتَنيْتُ من الدُّروعْ! |
*** | |
لَمَّا رأَتِني قد أَشَحْتُ | توهَّمَتْ أَنِّي الكَذُوبُ! |
هذا المُشِيحُ أّلأَمْ يكُنْ | بالأَمْسِ تُثْخِنُهُ النُّدوبْ؟! |
أَوَ لمْ يكُنْ يجري وراء | الغانياتِ ولا يُنَهْنِهُهُ اللُّغوبُ؟! |
ويَظَلُّ يَجْري. لا يكُفُّ عن | المخازي المُوبِقاتِ. ولا يَثُوبُ؟! |
قد كنْتُ أصْفَعُهُ بإِعْراضي. فَيَرْ | ضى بالهوانِ. ولا يَطيبُ له الهُروبُ! |
ماذا اعْتَراهُ؟! وكانَ شَيْطاناً | تروق له المباذِلُ والعُيُوبُ؟! |
لا. لَيسَ يَخْدعُني تَبَتُّلُهُ | وهل تَلِدُ التَّبَتُّلَ والتَّرانِيمُ. الذُّنُوبُ؟! |
ذِئْبٌ تَزَمَّلَ ثَوْبَ أَطْلَسَ | تَسْتَطِيلُ به المخالِبُ والنُّيوُبُ! |
هَلْ تابَ عن ماضِيهِ؟! كلاَّ | فالمُتَيَّمُ بالخطايا لا يَتُوبْ؟! |
قَهقَهْتَ حِينَ أرادَ وَثْباً لم | يُطِقْهُ وَنىً. وأعياه الوثوبُ؟! |
أَيكُونُ من عَجْزٍ تنكَّرَ | واسْتَبانَ كزاهِدٍ. وهو اللَّعُوبَ! |
ما عادَ تَفْتِنُه الرِّياضُ | وعادَ تَفْتِنُه المفاوِزُ والسُّهوبُ! |
*** | |
أَأَنا الكذُوبُ؟! أنا المرائي؟! | أمْ هي المِغْناجُ سكْرى؟! |
سَكْرى من الحُسْنِ المُمَرَّغُ في | الرغام. وما ترى في ذاك خُسْرا! |
وتَراهُ رِبْحاً تَسْتَقِيم به حياةً | لا ترى في الطُّهْرِ فَخْرا..! |
أجَرِيحةَ الحُسْنِ المَضَرَّج | لسْتُ أَهْوى الحُسْنَ عُهْرا! |
الحُسْنُ إنْ لم يَسْتَعِزَّ | فإِنَّه بالقَبْرِ أَحْرى! |
وأنا الذي طَلَّقتُ أيام الصَّـ | بابةِ واقْتًنَيْتُ الحُبَّ سِفْرا! |
صَدَّقْتِ. أَم كذَّبْتِ ما | أبْدَيْتُهُ.. سِرّاً وجَهْرا! |
فَهُناكَ سِرْبٌ من لِداتِكِ | قد طَعِمْنَ به الأَمَرَّا! |
ظَنُّوا كَمِثْلِكِ ويْلَهُنَّ | بأنَّني أَمْسَيْتُ صِفْرا! |
أهْلاً بما قالوا. وقُلْتِ | وقد يكُونُ القَوْلُ هُجْرا! |
ما قُلْتُهُ يَوْماً فقد أَرْخَيْـ | تُ دون الهَجْرِ سِتْرا! |
فِكْري وقَلْبي هَنَّآني | أَنْ غَدَوْتُ اليَوْم حُرَّا! |