الحفيدة .. الشاعرة
مدة
قراءة القصيدة :
دقيقتان
.
أَحَفِيدتي. ولأَنْتِ رَوْضٌ | ناضِجٌ.. ثمراً وزَهْرا! |
تُهْدِي به الطَّعْمَ اللَّذيذَ | لنا وتُهْدي النَّفْحَ عِطْرا! |
فَيَزِيدُنا بِكِ فَرحَةً | ويَزِيدُنا عِزّاً وفَخْرا..! |
إنِّي لآمَلُ أَنْ تَكوني كالخُناسِ هُدًى وشِعْرا! | |
وتَكُونَ ذِكْراكِ الحبيبةُ | بين رَبْعِكِ. خَيْرَ ذِكْرى! |
في رَيِّق العُمْرِ المُبَكِّر | أنْتِ والأيَّامُ تَتْرى! |
سترين منها ما يَزِيدُك | حِكْمةً حِسّاً وفِكْرا! |
وتَرَيْنَ مُخْتِلفِ الطَّبائِعِ | مِنْهُمُوا.. خَيْراً وشَرَّا! |
المُرُّ حُلْوٌ يَسْتَحِيلُ بِهِمْ ويَغْدو الحُلْوُ مُرَّا! | |
والضُّرُّ نَفْعاً يَستَحِيلُ | ويَسْتَحِيلُ النَّفْعُ ضُرَّا! |
فاسْتَبْصِري كَيْلا يَغُولُكِ غائِلٌ بِأَذاهُ غَدْرا! | |
واسْتَنْطِقي عَبَرَ الحياة | فإِنها تُعْطِيكِ خُبْرا! |
وتَرُدَّ عَنْكِ الدّاجِيَاتِ | المُنْكِراتِ عَلَيْكِ فَجْرا! |
لم يَسْتَطِعْنَ به اهْتِداءً | أَوْ يَطِقْنَ عليه صَبْرا! |
فَتَمَيَّزوا حَسَداً وغَيْظاً | ثم قالوا عَنْكِ هُجْرا! |
لا تَسْخَطي مِمَّا تَرَيْنَ | فَلَنْ يَحُطُّوا مِنْكِ قَدْرا! |
ضاقُوا بِما لاقُوْهُ صَدْراً | وانْشَرَحْتِ وطِبْتِ صَدْرا! |
هذى هي الدُّنْيا تَمُوجُ | بِأَهْلِها.. طُهْراً وعِهْرا! |
* * * | |
أَحَفِيدتي.. إِنِّي كَبَرْتُ | وعادَ مَدِّي اليَوْمَ جَزْرا! |
أَحْنى الزَّمانُ.. وما اسْتَطَعْتُ | غلابَهُ.. رأْساً وظَهْرا! |
وغَدَتْ عَصايَ تَشُدُّ مِن | أَزْرِي. وكنْتُ أَشُدُّ أَزْرا! |
كنْتُ المَشِيقَ.. كما الرِّماح | .. المُسْتَعِزَّ.. المُسْبَطِرَّا! |
ومَضى الزَّمانُ يَحُثُّ خَطْواً | لا يَكِلُّ.. ونحن أَسْرى! |
وهو الطَّلِيقُ.. وما يَجُوزُ.. | المُسْتَطِيلُ.. وما أَضَرَّا..! |
يَبْلى الشَّبابُ به.. وَيَبلى ما أساءَ وما أَسَرَّا! | |
أَوْلى بنا أَنْ لا نَضِيق | بِحُكْمِهِ.. ونَقُولَ شُكْرا! |
* * * | |
أَحَفِيدتي وعَسايَ أَحْيا كي | أَراكِ بِجانِبِ الجَوْزاءِ بَدْرا! |
وأُصِيخُ سَمْعي لِلرَّوائِعِ | مِنْكِ شِعْراً.. ثم نَثْرا! |
كيْما أَقُولَ تَبارَكَ الرَّحْمنَ | إِنَّكِ تَنْثُرِينَ عَلَيَّ دُرَّا! |
كَمْ كنْتُ أَرْجو اليَوْمَ هذا | فاسْتَبانَ وما اسْتَسَرَّا! |
هذا الصِّبا.. هذا الجمَالُ | .. يَرُوعُنا سِرّاً وجَهْرا! |
ويَخُطُّ في سِفْرِ الخُلُوฯِ | مُسَجِّلاً سَطْراً فَسَطْرا! |
كانَ المُنى غُرّاً.. وما أَحْلا المُنى يَأْتِينَ غُرَّا! | |
فأنا القَرِيرُ به.. أنا الهانِي به.. نُعْمى وأَجْرا! | |
* * * | |
يا نَهْلَةً أَرْوَتْ بِكَوْثَرِها الظَّمِىء المُسْتَحِرَّا! | |
كانَتْ له بُشْراً أَزالَ | بِما حَباهُ اليَوْمَ عُسْرا! |
أَحَمَامتي الوَرُقاءَ.. تَفْتَرِعُ | الذُّرى شُمّاً. لقد أَسْعَدَتِ صَقْرا! |