الملاك
مدة
قراءة القصيدة :
3 دقائق
.
بشْرى وأنتِ أَحَبُّ بُشْرى | إنِّي لأَنْشُقُ منكِ عِطْرا! |
كالوَرْدَةِ الفَيْحاءِ من الرَّوْضِ | النَّضير كنَجْمَةٍ تَخْتال كِبْرا..! |
سَمْراءُ تَحْسَبُها العُيونُ | إذا رأَتْها التَّمَّ بَدْرا..! |
يُرْضِيكَ منها ما اسْتَبانَ | كما يَشُوقُكَ ما اسْتَسَرَّا! |
يا مِصْرُ كم أَوْلَيْتِنا | مِنَنا فَنَحْن نُحِبُّ مِصْرا! |
* * * | |
يالَ الجمالِ المُسْتَطِيلِ بِسِحْـ | رِهِ طَوْعاً وقَهْرا…! |
القلْبُ يَشْكو مِن هواهُ | يُذِيبُهُ والعَيْنُ سكْرى! |
لا تَرْشُقيني بالسِّهامِ | فإنَّ لي في الحُبِّ عُذرا! |
أَوْ تُسْدِلي دُوني السِّتارَ | فما أَطِيقُ اليَوْمَ سِتْرا! |
فَسَتَكْسَبِينَ إذا اصْطَفَيْتِ الشَّاعِرَ المَفْتُونَ أَجْرا! | |
* * * | |
قدَري فقد ودَّعْتُ دُنْيا | الحُسْنِ.. وُجْداناً وفِكْرا! |
ومَضى اليَراعُ يُشِيحُ | عنها واجتوى وَرَقاً وحِبْرا! |
ولَبِثْتُ في دُنْيا التَّنَسُّكِ مِن سنيني البِيْضِ عَشْرا! | |
لا هَمَ لي في الغِيدِ بَلْ | أَمْسَيْنَ لي أَطْيافَ ذِكْرى! |
ورأَيْتُها يَوْماً.. رَأَيْتُ | وَسامَةٌ. ورأَيْتُ طُهْرا! |
لَيْسَتْ كباقي الغِيدِ حُسْناً | باهِراً.. يَفْتَنُّ سِحْرا! |
يُخْفي القُيُودَ وراءَ رِقَّتِهِ | ويُبْدي اللُّطْفَ مَكْرا! |
يَهْوى التَّحكُمَّ في القُلوبِ. وَيَشْتَهِي رِقّاً وأَسْرا! | |
* * * | |
لكِنَّها كانتْ مَلاكاً | يَمْلِكُ الحُسْنَ الأَغَرّا! |
ويَضُمُّ في بُرْدَيْهِ عِلْماً | يَزْدَهي.. ويَضُمُّ فَخْرا..! |
لَذَهِلْتُ منها وازْدَهَيْتُ | بِكُنْهِها سِرّاً وجَهْرا..! |
فَكَّرْتُ في الرُّجْعى إلى الحُبِّ | الطَّهُورِ.. وكان أَحْرى! |
لاقَيْتُ رِبْحاً بَعْدما | جَرَّبْتُ ما قد كانَ خُسْرا! |
* * * | |
يا مُنْيَةَ الفِكْرِ الشَّغُوفِ | لقد أَحَلْتِ العُسْرَ يُسْرا! |
نُذُري اللَّواتي قد عَبَثْنَ | بِمُهْجَتي.. أَمْسَيْن بُشْرى! |
يا جَنَّتي العَذْراءُ بُلْبُلُكِ | المُغَرِّد شادَ وَكْرا! |
مِن حَوْلِه الأَزْهارُ تَعْبِقُ | والغَدِيرُ يَسِيلُ. والأَنْغامُ تَتْرَى! |
أَفَلا أَكُونُ به السَّعيد | وقد أطِبْت له المَقرَّا؟! |
أنا سوف أَبْقى المُسْتهَامُ المُرْتَضِي وَصْلاً وهَجْرا! | |
إن كانَ حُلواً في المَذاقِ | يَلَذُّني.. أَوْ كانَ مُرَّا..! |
* * * | |
يا قَلْبُ كم لاقَيْتَ في الصَّبَواتِ مِن كَسْرٍ. وكم لاقَيْتَ جَبْرا! | |
ولقِيتُ مِنه نُحاسَهُ | صَدِئاً. ومنه لَقِيتَ تِبْرا..! |
فاهْنَأْ بِحُبِّكَ تَصْطَفِيه | ويَصْطَفِيكَ اليوم ذخرا..! |
وقُلِ السَّلامَ على الرُّفاتِ يَضُمُّ في الظُّلُماتِ قَبْرا! | |
فلقد أَشَدْتَ بِما شَدَوْتَ | لِمن رَضِيتَ هَواهُ قَصْرا! |
هذا القَرِيضُ المُسْتَفِيضُ | تروضه مَدّاً وجَزْرا! |
أَغْلا وأَنْفَسُ من كُنُوزِ | الماسِ والإِبْرِيزِ.. قَدْرا! |
المَجْدُ لِلشِّعْرِ الرَّفيعِ | وقد مَهَرْتَ الحُبَّ شِعْرا! |
* * * | |
أحَبِيبَةَ الغِرِّيدِ في العَلْياءِ | هَلاَّ قُلْتِ لِلْغِرِّيدِ شُكْرا؟! |