الذكرى
مدة
قراءة القصيدة :
دقيقة واحدة
.
ذكـرتكِ والـقلبُ نهبُ الفتونِ | رهـينُ الرؤى الحـلوةِ الوافيهْ |
و "لبـنان" يـسبحُ فـي نشوةٍ | مـن السحرِ والحـبّ والعافيهْ |
تـوشَّـحَ بالـعبقِ المسـتطابِ | وغـلغـل في البهجةِ الضَّافيهْ |
ونـامَ عـلى شـرفاتِ الغمامِ | وطـافـتْ بهِ الخضرة الحاليه |
تنـاثرُ فـوقَ الـروابـي قُراهُ | كـمـا تـتـناثرُ آمـالـيه |
عـلى كـلِّ مـائسةٍ صـادحٌ | وفـي كـل وارفـةٍ شاديه |
وتُصـغي الـوهادُ إلى قـصَّةٍ | مـن الحبّ تسردها الساقيه |
وقـد أنصتَ الكونُ إلاّ صدى | يـردّدُ أنـسْودةَ الـراعـيه |
تطـلَّعُ في زهـوها الراسياتُ | حنـيناً إلى عـودةِ الـثاغيه |
ونـمَّ على الدربِ سحرُ الغناءِ | فأغـفى على النغمةِ الصَّافيه |
وظـلَّ المـساءُ يحـومُ عـليهِ | ويـرعـاهُ بـالمقلةِ الـرانيه |
وفي خـلوةِ الحـقلِ نبعٌ حبيبٌ | يـهدهـدُ أوجـاعهُ الباكيه |
كـأنَّ عـلى النـبع ِ قيـثارةً | تنـوحُ مـلـوَّعةً شـاكيه |
و (بـيروتُ) نائمةٌ في السفوحِ | تُتَمـمُ أحـلامـها الزّاهيه |
تـرامتْ عـلى البحرِ مأخوذةً | تُـناجيهِ حـانيةً صـابـيه |
رأيتُـكِ (لبـنانيَ) المـشتـهى | وجـنَّـتهُ اللذةَ الشّافـيه |
وأبـصرتُ وجـهكِ يطفو عليهِ | ويـغمرُ أرجـاءهُ النائـيه |
فغـابتْ مـسارحهُ الغـالياتُ | ولم يـبقَ غـيرُك يا (غاليه) |