أرشيف الشعر العربي

نوحي

نوحي

مدة قراءة القصيدة : 4 دقائق .

نُوحي بعُقرِ السجنِ نوحي فصداهُ في أعماقِ روحي

نوحي فقد سالت جروحُكِ مثلما سالت جروحي

نوحي فما أغنى غَبوقُكِ لا ولا أجدى صَبوحي

نوحي وبالسِّرِ المقدّسِلا تبوحي او فبوحي

**

نوحي فجسمكِ مثل جسمي قد طواهُ اليأسُ طيّا

نوحي فروحُكِ مثلُ روحي كمْ كواها الَوجدُ كيّا

نوحي فنفسُكِ مثلُ نفسي لم تجد زاداً وريّا

يا للشقاءِ ، ويالبؤسِ شقيّةٍ تهوى شقيّا

**

نوحي فقلبُكِ مثلُ قلبي لم يبُلَّ أوامهُ

نوحي على طللِ الصّبا ، واستعرضي ايّامه

نوحي على الحبّ البريء وكفّني أحلامه

نوحي على القلبِ الجريحِ وشيّعي أوهامه

**

نوحي على جَدَثِ المنى في غور خافِقِكِ الكئيبْ

نوحي فقد ولّى الربيعُ وأجدب الوادي الخصيب

نوحي فكم قمريّةٍ فيه تنوحُ وعندليب

وهناك كمْ من زهرةٍ ذبُلت ، وكم غُصنٍ رطيب

**

ليلايَ ، يانجوايَ ، يادُنيايَ ، يا املي الوحيد

طَوتِ الفُرُوقُ بساطنا وتنكّر العيشُ الرّغيدْ

والذكرياتُ مطلّةٌ من كُوَّةِ الماضي البعيد

ترنو لحاضِرنا الشقيِّ وتندبُ الماضي السعيدْ

**

يابنتَ من وأد الفضيلةَ بين أحضانِ الرذيلة

وطغى فراح يبلُّ من دم كلّ منكوبٍ غليلهْ

لَهَفي على تلك المشاعر والأحاسيسِ النبيلهْ

وعلى جمالِكِ والشّبابِ الغضّ ، لهفي ياخميله

**

ياللشراسةِ والرعونةِ والحماقةِ والجهالهْ

يا للدناءةِ والسفاهةِ والسفالةِ والنذالهْ

باعوكِ بالثمن الزّهيد ، فأين ياليلى العدالهْ

وسَقَوكِ كأساً ملؤها صاب الأسى حتى الثّمالهْ

**

زجّوك وا أسفاهُ في سجنِ التقاليدِ القديمهْ

للهِ ما كابدتِ فيه من الأساليبِ العقيمهْ

لا دَرَّ درُّكَ من أبٍ فَظٍّ ووالدةٍ لئيمه

ياقاتل اللهُ التعصّبَ ، كم تمخَّضّ عن جريمهْ

**

حجبوكِ عن عيني ، وعين القلبِ تخترقُ الحجابْ

فليوصِدوا سُحقاً لَهُمْ بيني وبينكِ الفَ بابْ

حربٌ ، وكم ياربّ أعلنها الثعالبُ والذئابْ

تُذْكي المطامعُ نارَها ، ووقُودُها مُهَجُ الشّباب

**

قد أرغموكِ على الزواجِ بذلك الّشيخِ الوضيعْ

أغْرَاهمُ بالمالِ وهوَ المالُ معبودُ الجميع

فقضوا على آمالنا ، وجنوا على الحبِّ الرفيعْ

ما راعَ مثلُ الوردِ يذْبُلُ وهو في فصلِ الربيعْ

**

قد زيّنوا الأحداثَ ويلهمُ وسمَّوها مَخَادع

كمْ ذُوِّبَت فيها كُبودٌ ، واكتوَت فيها اضالِعْ

وتحطّمتْ مُهَجٌ ، وسالت أنفُسٌ ، وجرَت مدامعْ

هذا ، وما من زاجِرٍ ، كلاّ ولا في الحيِّ رادعْ

**

زُفَّت وهلْ زُفَّتْ فتاةُ الحيِّ للزوجِ الحبيبْ ؟

هل أخفَقَت أم حقَّقتْ بزفافها الحلْم الذّهيبْ

وارحمتاهُ لها ، فقد زُفَّتْ الى الِّسجنِ الرهيبْ

وغَدَت بهِ نهْبَ الجوى ، والشَّجْوَ ، والهمّ المُذيب

**

هل كانَ في استقبالها فيه سِوى شَبَح الرّدى

قَد أُدْخِلت ليلاً عليهِ فكان ليلاً سَرْمَدَا

شُلّتْ يداهُ فكمْ بها عاثَت ، الا شُلَّت يدا

وحسا على صرخاتها دَمَها الزكيَّ وعربدا

**

أو كانَ أهلُكِ يافتاتي والأقاربَ والصِحابْ

إلا الأراقم والعَقاربَ والثعالبَ والكلابْ

قدْ شيَّعوكِ ، فخَبِّريني بعدَما طُويَ الكِتابْ

ماذا لقيتِ بذلك القَبر المخيفِ من العَذاب

**

ليلى ، وما الدُنيا سِوى نارِ الكريمةِ والكريمْ

أوّاهُ من داءٍ قد استشرى وَجُرْحٍ في الصّميمْ

رَبّاهُ رِفقاً بالجديدِ ، فكمْ شكا جَوْرَ القديمْ

وطَغَتْ أبالِسةُ الجحِيمِ على ملائكةِ النعيم

**

يا للمهازلِ والجرائِمِ والمآسي والمساخر

غَدَتِ العذارى كالعقائدِ والمباديء والضَّمائِرْ

سِلَعاً تُباعُ وتشترى علناً بأسواقِ الحَواضِرْ

والرَّابحون بها لهُمْ منّا التّهاني والبشائِرْ

اخترنا لك قصائد أخرى للشاعر (فهد العسكر) .

شهيق وزفير

ليلة

بأبي وأمّي من مددت لها يدي

كفي الملام

أوقديها وذريها في حشايا


فهرس موضوعات القرآن