عنوان الفتوى : شرح حديث (لو قلت نعم لوجبت ولما استطعتم)

مدة قراءة السؤال : دقيقتان

عن أبي هريرة رضي الله عنه قال : " خطبنا رسول الله صلى الله عليه وسلم فقال : ( أيها الناس قد فرض الله عليكم الحج فحجوا ) ، فقال رجل : " أكل عام يا رسول الله ؟ " فسكت ، حتى قالها ثلاثا ، فقال رسول الله صلى الله عليه وسلم : ( لو قلت نعم لوجبت ، ولما استطعتم ) ثم قال : ( ذروني ما تركتكم ؛ فإنما هلك من كان قبلكم بكثرة سؤالهم ، واختلافهم على أنبيائهم ، فإذا أمرتكم بشيء فأتوا منه ما استطعتم ، وإذا نهيتكم عن شيء فدعوه ). فسؤالي هو: لماذا إذا كان فعل أوامر الرسول صلى الله عليه وسلم هو قدر استطاعة الشخص، لماذا قال صلى الله عليه وسلم ( لو قلت نعم لوجبت ، ولما استطعتم ) ؟ و أيضا في حديث السواك (لولا أشق علي أمتي لأمرتهم بالسواك) ؟ إذا فالأمر من الرسول واجب و فيه مشقة، فما المعنى المقصود من ( لو قلت نعم لوجبت ، ولما استطعتم ) ؟

مدة قراءة الإجابة : دقيقتان

الحمد لله والصلاة والسلام على رسول الله وعلى آله وصحبه، أما بعـد:

فالحديث المذكور روام مسلم وغيره عن أبي هريرة رضي الله عنه ومعنى قوله صلى الله عليه وسلم لو قلت نعم لوجبت ولما استطعتم لا يعني نفي استطاعة جميع الامة لذلك وإنما يعني أن وجوب الحج كل سنة أمر لا يستطيعه الكثير من هذه الأمة ومع ذلك قد يحز في نفسه ذلك الشخص غير المستطيع ويشق عليه التخلف عن ذلك الواجب يشق على المستطيع أن يذهب إليه كل عام فربما تخلف عنه فيكون وقع في الإثم والنبي صلى الله عليه وسلم بعث بالشريعة السمحة وباليسر والسهولة كما قال الله عز وجل لَقَدْ جَاءَكُمْ رَسُولٌ مِنْ أَنْفُسِكُمْ عَزِيزٌ عَلَيْهِ مَا عَنِتُّمْ حَرِيصٌ عَلَيْكُمْ بِالمُؤْمِنِينَ رَءُوفٌ رَحِيمٌ {التوبة:128} ووجوب الذهاب إلى الحج كل عام فيه مشقة وقد سماه النبي صلى الله عليه وسلم جهادا لما فيه من مفارقة الأوطان ومكابدة الطريق ونحو ذلك والحاصل أن معنى قوله ولما استطعتم أي الذهاب إلى الحج كل سنة لمشقة ذلك عليكم ولا يعني هذا أن الجميع لن يستطيعوا الذهاب وإنما يعني أن هذا سيحصل لكثير من أمته.

والله أعلم.