سورة: "الآخَر..." |
أو: خندق الميليشيا |
------------------- |
"أنا الآخَرُ، وأنتمُ الآخَرون. |
تسمُّونني أخاً |
وأدعوكم: إخواني!!..." |
أبداً، أبداً |
لستُ الشقيقَ ولا الصاحبَ ولا شريكَ الحياة. |
أبداً، أبداً... |
لستَ شقيقي ولا صاحبي ولا شريكَ حياتي. |
كلانا: "آخَر"... |
كلانا: مجرَّدُ آخَر!... |
* |
ليَ عيناكَ وقلبكْ |
ليَ فمكَ ورئتاكَ وآلامُ ندمكْ... |
رجْفَتُكَ من الخوف |
وشهقةُ روحكَ في حضرةِ الجمالْ. |
لكنْ، فجأةً، |
تحت قشرةِ التآخي الكوني |
لسلالاتِ الديكةِ والتماسيحِ والأرانب، |
ينكشفُ عطشُ الفولاذ، وشذوذُ الدم، |
ونَهَمُ ميليشياتِ أبناءِ الربِّ |
إلى احتكارِ عضويةِ "نادي العراةِ" السماويّْ: |
تنكشفُ صورةُ "الآخَرِ" |
مُكفَّراً في عماء سريرةِ الآخَرْ... |
(تنكشفُ السكِّين!!...) |
وينكشفُ أنْ: |
كلانا آخَرُ الآخَرْ |
كلانا قابيل... |
وكلانا ذبيحتُهْ. |
... ... ... ... |
فإذنْ |
لا تَلُمِ الضعف |
لا تَلُمِ الخوف |
لا تَلُمْ حيرةَ المنبوذْ |
لا تَلُمْ رعشةَ يدِ الجبانْ |
لا تَلُمْ شهوةَ المطارَدِ |
إلى خندقٍ |
أو وكرٍ |
أو سقيفةِ بيتْ. |
لكنْ... |
لُمْ سلاحكَ الذي يتحفَّزُ تحت ضوضاءِ العرسْ |
لُمْ سلاحَ أخيك (أخيك "الآخَر"!...) |
الذي يتربَّصُ خلف تحصيناتِ "العدوّْ"... |
لُمِ الضغينةَ مقنَّعةً بتسامُحِ رُسُلها العميانْ... |
لُمْ قوَّةَ يقينِ "الآخر" |
الذي لا يرى في "الآخَرِ" |
غيرَ ضلالِ "الآخَر..." |
لُمِ الخندقَ الذي حفرناهُ معاً |
(أنتَ الآخرَ وأنا آخَر الآخَر) |
حفرناهُ معاً... |
وها نحن الآن، على ضفَّتيهِ العدوَّتين |
- ملثَّمينِ بعقائدنا وبَغْضائنا، |
ملثَّمينِ بأكذوبةِ أُخوَّةِ الحيوانات – |
منطرحانِ كلٌّ خلفَ تلَّةِ ترابهِ... أو تلَّةِ عقيدته: |
العينُ على الهدفْ |
والإصبعُ على الزنادْ |
والقلب يرتجفْ!... |
... ... ... ... |
: كلانا نعجةُ الذئب. |
... ... ... ... |
أنا "الآخَرُ" |
وأنتَ "آخَرُ الآخَر"... |
: كلانا يملكُ الحقيقة |
لكنْ، لا أحد يملك الحقّْ. |
: سيَخْلُدُ الشرّْ!!... |
... ... ... ... |
أنتَ "الآخَرُ" |
وأنا "آخَرُ الآخَر"... |
: كلانا يملك الحقّ |
لكنْ، لا أحد يملكُ الحقيقةْ. |
: نعم، سيَخْلُدُ الشرّْ!!... |
* |
لا تبتسمْ |
أرجوكَ، لا تبتسمْ |
فخلفَ هذه الوردة |
أشمُّ رائحةَ موتْ. |
*** |
5 تشرين الثاني 2001 |