غرناطة لي
مدة
قراءة القصيدة :
دقيقتان
.
لا أنادي من هنا | خشية أن يرجع صوتي معه شباك قصري | لأرى أمي تنادي | وأرى من مجلسي رائحة الريحان شرقاً | وأرى غرباً خلاخيل الجواري | بيد أني كلما أنظر في مرآة نبع لا أرى شيئاً | إلى أن يتهادى ماء وجهي كدراً | ثم أرى غصني الذي يحرقه الوقتُ | أرى مئذنة تفلت مني | باب نجد فاتحا نافذة التاريخ كي أخرج منها | طائراً مشتعلاً يرفل في زيت ونار ِ | مغمضاً عينيّ من راية قشتالة في الحمراء أجثو | قربة الصمت تغني بفمي | إذ لحظةً أنصت لا أسمع إلا زفرة تلحقني | أخلع ملكي ثم أجري | تتقفاني كظلي | أتخفى غابةً | تمتد في إثري حريقاً | أرتدي خفة روحي قبل أن أقفز ظبياً | تمتطي خلفي حرير الريح سهماً | عابراً بين غديرين غديراً... | أنتهي قلعة نفسي | بينما تلحقني زاحفة جيشاً وفي رايته ليل حصاري | وأنا أهمس "غرناطة لي" | يصعد غيم من فمي | يصعد مني هكذا: "غر... نا... طتي" | غينا تسل الراء من روحي | ونوناً خرجت تترف مني ألف الآه التي في خصرها | طاء تجر التاء أنثاها التي أعقد يائي حولها شالاً | إذا أمسكه تفلت غرناطة مني | بينما تحملها الريح بعيداً كوكباً فوق البراري | |
اخترنا لك قصائد أخرى للشاعر (زياد آل الشيخ) .