أنت لم تختر هذه الطريق كي تقطف عشبة القدر |
أنت مصيرك الملون في إطار من البلاستيك |
تحاذر ما تستطيع وتكسب فصلا مجانيا في درس الجو |
تحاذر و تعرف ذاتك المسدلة بعنفوان إلى زهو الخيول |
تحاذر وتصنع من حكايات القرية شالا مزركشا كي تلبسه الذكريات |
تحاذر وتنجو ولو بخديعة الخسران , |
تنجو لأنك قادر على جسارة الموهبة |
تنجلي مثل ضوء ضخم لصيد غزلان الغابة |
تحاذر وتنجو وتهلك كغريزة للمرء |
ترميك الأزمنة من حضن إلى جبل ومن جبل إلى البدو ومن البدو إلى البحر |
ومن البحر إلى غرفة معتمة |
كأن ما يغشاك قرابة الناس الذين كبروا من خانة دمك |
كأن الحذر والنجاة والهلاك الحبيب |
مائدة روحك كي تمشي إلى دمك |
ترميك الأزمنة ويفسر لك الحلم مستحيلات في الخاطر |
تقول الحكمة وتنساها |
تقول الحكاية ويقتلك السرد |
توقع تواريخ في ذيل البياض فتنتحر أجنحة الروح |
وتنسى ! |
أنت لم تختر هذه الطريق |
كنت تحاول أن تسبح في نهر مكثف |
يخالج سماوات الطموح |
وكنت ..وكنت |
لم تختر النصيب ولا انحازت قرعة الملائكة إلى ملامحك |
ثم مشيت لأنك جدير بالخدر وهارب من ذاكرة الطريق |
لم تكن الريح تقدم المبادرة |
لم تكن – حتى – جاهزة للقاءات الصدفة |
كانت بالدراجة تعبر وكنت تؤجل التعالق |
لأنك واثق أن الصدفة رحيمة وأنك ستعود يوما |
قلت مرة : عن حياة جاهزة لكنها في الانتظار |
كانت الكراسي فارغة كأنها صحراء من معدن |
ولاشيء سوى لوحة الخيول التي خرجت من الماء |
لم تكن وحدك في البياض ولكن قوس قزح |
وحده يضيء السلالم |
يسألك عابر عن الحال والأهل والوظيفة |
تشد على يديه فينسى حزنه بين أصابعك |
وتبقى الكراسي فارغة |
تمهلت في الارتواء, طارحت صحراءك كي تغفل عنك |
علقت روحك على مشجب من رماد |
فطارت بومة في البحيرة |
لم تنتظر ولم تذهب إلى رأفة الحاصل |
كنت تلاعب القدر في النهار الواضح |
ويطعنك في النوم |
ترمدت عروق الأحلام في قلبك |
وجلست وحولك الكراسي فارغة |
غافلك السهو وجفلت في توقع العدو |
كنت تصادق مرايا محدبة |
سال زيتها من أول القناع |
لم تنج هذه المرة |
كان معطفك أعلى من الشتاء فخانك المأمن |
ورحلت ! |
تدخل في زحمة العالم وتفقد قدميك على عتبه القارة |
كأنك شعله الاولمبياد ! |
تدخل في مسودة مطولة عن ذاكرة مرقعه بالأمنيات |
ولكنها تشع ...تشع |
تدخل إذ يخرج الشارع منك |
فيظن العابر أنك رحلت |
لم ترحل |
ما يعنيك ما يتلاشى فيك وينحسر في الروح |
بعيدا عن السطح أنت |
بينما تلوح في الأفق مسطحات كثيرة |
منهوب بما لا تعلم |
ومحاط بما يشي بك |
لذا صارت الوحدة ملاذا لكنه لا يكفي |
تقدم لنفسك العذر |
وتنوء بما يثقل الحس |
ويطفئ الألم |
يهبط رأسك إلى القناعة |
صرت تجمع عذاباتك المنتقاة |
فتعيش العذابات مكانك |
وترحل . |